رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

من أسوأ الأمور التى يعانى منها مجتمعنا.. هو عدم المتابعة والصيانة.. فقد نبنى مشروعًا عظيمًا ولكن بعد فترة وجيزة وبسبب إهمال الصيانة نجد أن المشروع يتعرض للانهيار.. وأيضا قد نعلن عن مبادرة أو مشروع لخدمة البشر والإنسانية ونروج له.. ثم فجأة نتوقف وكأن شيئاً لم يكن وتموت المبادرات العظيمة... وتختفى..!

لقد نظمت وزارتا التضامن والأوقاف حملة لمكافحة الادمان.. وقال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.. إن الادمان والإرهاب وجهان لعملة واحدة وبينهما علاقة وطيدة.. وكلاهما قتل للنفس لأن ضياع المال إدماناً كضياعه إرهاباً وأن هناك علاقة وثيقة بين الادمان والجريمة.. لأن كثيراً من الجرائم تقع نتيجة إدمان المخدرات.. وأن جماعات الإرهاب تجعل من زراعة وتجارة المخدرات وسيلة لجلب الأموال.. وأكد وزير الأوقاف وقتها أن الإبلاغ عن مروجى المخدرات والسموم واجب وطنى.. وأحدثت الحملة ضد الإدمان دوياً وهلعاً بين الموظفين والعمال وسائقى السيارات خوفاً من العقاب والفصل من العمل.. وبالفعل تخلى بعض الموظفين والعمال عن إدمانهم وتوقفوا عن تعاطى المخدرات بكل أنواعها.. ونجحت حملات الكشف عن المدمنين.. ولكن رغم استمرار الحملات على الطرق لكشف مدمنى ومتعاطى المخدرات خاصة من سائقى عربات النقل والسيارات فإن بعض الشركات والهيئات بدأت تتراجع وتتراخى فى الكشف عن المدمنين من الموظفين والعمال.. رغم أن هذه الحملات كانت تحمى الموظف والعامل من شر نفسه وأضرار المخدرات والترامادول الذى كان منتشراً بين فئة عريضة من العاملين..

إننا نحتاج إلى الاستمرار فى حملات مكافحة الادمان عملياً.. وإعلامياً.. ولا نتوقف أبداً فى تذكير الناس بخطر الإدمان وتعاطى السموم المخدرة.. التى تقتل الإنسان ببطء بتدمير خلاياه العقلية..

ولابد أيضًا أن تقوم المدرسة والأسرة بدورها فى حماية أبنائها من خطر الإدمان بالتوعية المستمرة.. ومراقبة تصرفات الابن وأفعاله وأقواله.. فالمدمن يميل للهلوسة والهذيان والتحوير فى الكلام..

فحماية الإنسان سواء كان رجلاً أو طفلاً أو ذكراً أو أنثى هو واجب وقضية مجتمعية.. لا تقدر عليها الدولة وحدها.. وانما قضية وواجب يتطلبان.. مشاركة كافة مؤسسات الدولة.. ومساهمة المواطن الطبيعى فى الابلاغ عن أى زميل أو عامل مدمن ليس من أجل الاضرار به أو عقابه وانما لحمايته من شر نفسه.. وحماية أفراد أسرته.. التى قد تتعرض لمشاكل جمة نتيجة فصل عائلها من عمله بسبب الادمان وتعاطى المخدرات..

إن استمرار حملات مكافحة المخدرات التى تربك العقول وتدفع لارتكاب الجرائم.. عن عمد أو بغير قصد.. ضرورة حتمية لحماية شبابنا وأطفالنا من خطر شديد مثل خطر الإرهاب..