عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

اكتشفت أني من أهل الكهف.. أعود إلى دنيا لا أعرفها وعالم غريب..  بدأت  رحلة الذهول  بتشغيل سائق الأتوبيس أغاني مهرجانات تذاع جهاراً نهاراً على المواطنين.. لم أصدق ما أسمع فربما كان حلماً مزعجاً.. كلمات خارجة لا تخرج إلا من المناطق الأكثر أمراضاً اجتماعية، والمحزن أن يطلق عليها أغانٍ.. سألت السائق: هل من الطبيعي أن تسمع الأسر تلك الكلمات؟.. وكان الرد: بنسلي الناس يابيه.. وبعدها اكتشفت أن تلك المهرجانات تذاع في كل مكان.

وفي مشهد آخر داخل إحدى المناطق المزدحمة اصطدمت إحدى السيارات برجل كان يعبر الطريق.. بعضهم كان يتصور معه.. مرت ساعة تقريباً كالدهر ووصلت سيارة الإسعاف متأخرة.. كان المواطن قد لفظ أنفاسه الأخيرة.. الغريب أن الرجل الملقى على الأرض لم يلفت انتباه الكثير، وكان معظمهم لا يقف حتى لمجرد الفضول، وظل ملقي على الأرض دون أن يقترب منه أحد أو يحاول الإنقاذ.

مشهد مختلف في مدينة سرس الليان بمحافظة المنوفية، كانت ساعة مبكرة ركبت في المقعد المجاور لسائق الميكروباص الذي بدت عليه السعادة.. ودون أن أسأله، أجاب عن سبب سعادته قائلاً الدنيا النهاردة مقلوبة في سرس.. والناس كلها صاحية من بدري والكل خرج لاستقبال النجوم والممثلين.. سألته: هو فيه تصوير فيلم عندكم؟.. قال: لا.. ده الفنان فاروق الفيشاوي ابن بلدنا مات ويدفن هنا اليوم.. الناس خرجت تتفرج على الممثلين.. وبعدها قرأت عن الجنازة التي خرجت من مسجد مصطفى محمود في زحام رهيب وتدافع المواطنين، ليس فقط لتوديع فنان محبوب ولكن للتصوير مع الممثلين.. حكايات كثيرة كلها تصب تحت عنوان واحد: ماذا حدث للمصريين؟! وأين أخلاق ولاد البلد؟!

هل ضاعت هيبة الموت؟.. هل تاهت الأخلاق حتى أصبحت تتداول الكلمات الخارجة عادى فى الشوارع والأسواق؟ هل تعودت أعيننا على قتلى الشوارع  وحوادث السيارات حتى أصبحنا لا نتحرك أو نحرك قلوبنا لإنقاذ المصابين.. المسألة تحتاج الى وقفة مع النفس.

Khaleds[email protected]