رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نقطة الأصل

من سخرية القدر أن يرى بعض الناس الشجاعة على أنها تهور أو يصفون التهور بالشجاعة وقد يرون الكرم سفه أو السفه كرم، وبنفس المعيار قد يرى الحرص على أنه بخل أو البخل على أنه حرص!.. إلى آخر هذه المتناقضات والترهات، ورؤيتها ومرائيها بعيون الرضا والسخط... بأيهما أو بكليهما!!... معايير الشجاعة فى كمها وكيفها واتجاهها ونقاط تأثيرها.. الشجاعة فى أعلى مراتبها تتحدد بقول الحق فى مواجهة ظلمات زيف الاعلام الكاذب الأشر ماركة التسعات الخمس، كما مواجهة حاكم مستبد ظالم جهول!.. أيضًا الإقدام على حرق ستائر الحقائق الخافية والمخفية عن قصد وعمد!.. أما ما جاء بمقال الكاتب الكبير محمد أمين بالمصرى اليوم فى 17/6/2019 بعموده على فين تحت عنوان «هل لديك الشجاعة؟! ».. معتبراً أن السادات كان شجاعاً حين قال إنه تربى فى قاعة، ونام على الفرن، ومشى حافياً.. وتكجراد الجزائرية كانت كذلك حينما قالت إنها كانت تذهب وأختها إلى الحمام العمومى.. وإن طه حسين قال إنه كان يستحم فى الترعة.. وعبدالحليم حافظ مات بسبب البلهاريسيا!..

هذه الرؤية تحتاج إلى نظر.. بل إعادة نظر.. بل إلى نظرة أخرى، فحينما تحدث عميد الأدب العربى أ. د. طه حسين عن مسيرة حياته فى كتابة الأيام.. لم يكن حديثاً عن شجاعة، ولا عن أى شىء من هذا القبيل، ولا إلى ما يستدل عليه من هذه القيمة، وإنما كان يتحدث عن قيمة العلم والعلماء وبالتحديد القيمة التى عبر عنها شاعر كبير بقوله: العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها... والجهل يخفض بيوت العز والشرف!.. أما عن قول عبدالناصر إن والده كان موظفاً بسيطاً بالبريد وقول السادات بأن والده كان يعمل بوظيفة متواضعة بالخدمات الطبية وأحاديثه عن الفلاح والقاعة والنوم على الفرن بها، فان ذلك لم يكن يستدل منه على أنه شجاعة بعد أن تغير الحال وتبدل، حتى إذا كان هذا التغير قد حدث بين غمضة عين وانتباهها!.. فهذا من باب الحداقة – لا الشجاعة – والسياسة واستدعاء لمساندة جماهير لهم استهدافاً..

الشجاعة عبرت عن نفسها فيما أبداه عميد النحاة والفلاسفة الدعاة الامام محمد متولى الشعراوى حينما نادى علناً برد الأراضى إلى أصحابها!.. نعم الشجاعة تتجلى فى رد المظالم وجميع الأراضى والعقارات المصادرة بما فيها أراض وكل ممتلكات الأسرة العلوية إلى أصحابها بما فيها كل القصور.. ما جاهر به عبدالناصر والسادات عن واقعهم ومواقعهم الاجتماعية كان فى الأساس لأن كل المصريين فى طول البلاد وعرضها وكل تخومها يعلمون ذلك بكل التفاصيل!.. وبالتالى فالإقرار بداهة ليكون الأمر بلسانى، لا بلسان غيرى أدلى بكل ما هو غير خاف ولا مخفى عن أحد!!..