رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

كم تمنيت ممن ينظمون مؤتمر الشباب بالعاصمة الإدارية أن يكون شعار المؤتمر «المصريون يسألون» لأن فكرة وشعار الشباب فقط يتساءل، تقسم المجتمع إلى فئتين إحداهما تسمى شباب والأخرى هى العواجيز وفى هذا تأصيل لمعنى صراع الأجيال ولكأن العلاقة بين أفراد الوطن لم يكفها الاستقطاب الفكرى والعقائدى والطبقى الاقتصادى والسلوكى الاجتماعى الذى أصابنا فى مقتل بل امتد إلى ذلك الصراع الوهمى الذى يسمى صراع الأجيال بينما الأجيال لا تتصارع وإنما تسلم بعضها البعض وتتكامل وتتوافق لاستكمال مسيرة البشرية فلو اقتنعنا بأن هناك صراعًا فيكون العمل هو تقليل حدة وأسباب ومظاهر هذا الصراع وهذا أيضًا افتراض خاطئ لأن لو الأجيال كانت فى صراع لتم تدمير البشرية ولم تكن هناك حضارات واختراعات وتقدم فكرى وتكنولوجى لأن من يضع نظرية علمية من مئات السنين يأتى آخر ليكمل المسيرة العلمية ويبنى ويضيف على ما قام به الآخرون وكذلك فى جميع مناحى الحياة كل جيل يضع لبنة فى جدار الحضارة وتتابع الأجيال لرفع أعمدة البناء واستكمال الأساس الذى أرسته أجيال سابقة ومن ليس له ماضٍ وتاريخ ليس له مستقبل ولا حاضر..لذا فإن مؤتمرات الشباب مؤتمرات مثمرة لو كانت للجميع ولو تخلينا عن التصنيف العمرى والسنى حتى يعرف الشباب أنهم حلقة فى عقد الوطن وأن السنين تمر بهم كما مرت بآبائهم ومن ثم فإنهم بعد عقد من الآن سوف يصبحون كهولاً كما كان الأطفال صغارًا فإذا بهم خلال عقد الثورتين قد شبوا عن الطوق وأصبحوا شبابًا.. لماذا يسأل الشباب فقط سيادة الرئيس؟

لماذا لا نسأل نحن المصريين جميعًا فتكون الفائدة والاستفادة والنقاش أثمن وأفيد للوطن ولنا وللقيادة السياسية والسلطة التنفيذية لأن لكلٍ أسئلته ولكلٍ آماله وأحلامه ومتطلباته فلا ننكر حق السؤال والمعرفة والتواصل على فئة عمرية دون أخرى.. الحراك المجتمعى يستوجب تداخل جميع فئات المجتمع فليس من المنطقى أن نرى مثلاً فى الإعلام ومعظم البرامج يقدمها صغار الشباب دون دراسة أو خبرة بدعوى أن علينا تمكين الشباب، أيضًا ما حدث هذا العام فى الدراما التلفزيونية كان كارثيًا لأننا تخلينا وحجبنا جيلًا عملاقًا فى الكتابة والإخراج والتمثيل بدعوى ضبط آليات سوق الانتاج فوجدنا أنفسنا أمام مسخ إبداعى فنى أساء إلى صناعة الدراما المصرية التى أرست قواعدها منذ الستينيات فكانت رائدة وسباقة, وفى جميع حفلات واحتفالات الدولة نجد الوجوه الجديدة تتصدر المشهد وهذا لا يعيبها وهو تطور طبيعى وأساس حركة التغيير لكن العالم أجمع لا يفصل جيلًا عن جيل بل يحترم ويقدر ويستفيد من خبرة وحنكة وعلم الأجيال السابقة.. المؤتمر الجديد للشباب حتى يتساءلون فهل لنا نحن أيضًا أن نبدأ فى سؤالنا لهم ماذا قدمتم لمصر وماذا صنعتم لنا وما هى إضافاتكم البديعة الرائعة المذهلة المبهرة الجديدة فى جميع المجالات..أين منكم منتخب قوى يكسب بطولة كما آبائكم؟ أين منكم فنان ينافس حليم أو عبدالوهاب أو فنانات ينافسن أم كلثوم وشادية وفايزة... أين منكم كاتب مثل نجيب أو إحسان أو إدريس أو الشرقاوى.. أين منكم مفكر وأستاذ كطه حسين والعقاد هل منكم مشروع زويل ويعقوب والباز؟.. جيل الوسط حاول وجاهد ولكن انزوى لأن جيل الشباب اقتنع أن الساحة يجب أن تخلو من الماضى والحاضر ليكونوا هم فقط المتواجدين.. نسألكم كما تسألون.