عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

 

- مشكلتنا فى مصر.. أن فئة من العمالة المصرية تدعى العبقرية فى صيانة الإلكترونيات والغسالات والثلاجات، ويوم أن يحدث فى بيتك عطل فى أحد الأجهزة وتستدعى مركزا من مراكز الصيانة تكتشف أنك دخلت مصيدة مجموعة من النصابين لا علاقة لهم بالصيانة، وتجد نفسك مضطرا للاستسلام لهم حتى ولو كلفوك غسالة جديدة أو ثلاجة جديدة بعد أن تسببوا فى إعدام القطعة التى كان مطلوبا صيانتها بسبب فشلهم فى صيانتها، حتى أصبحت مراكز الصيانة فى حاجة إلى صيانة..

- للأسف أن المسئولين عن الصيانة فى مصر اعتادوا أن يدفنوا رءوسهم أمام أى مشكلة حتى يرتاحوا من الصداع ووجع القلب، لذلك تراهم يتهربون من المسئولية فى الوقت الذى نرى فيه رئيس الدولة ينحت فى الصخر ليصنع التقدم لمصر.. فالرئيس أمله أن يكسر طابور البطالة ويستفيد من طاقات العاطلين الذين يواصلون نهارهم بليلهم فى الجلوس على المقاهى، الرئيس أمله أن تنفتح أبواب المصانع لتشغيل هؤلاء الشباب، ووزير القوى العاملة يعرف أن هذا الأمل مستحيل تحقيقه لأن خريجى الجامعات يكرهون الأفرول ويتطلعون لوظائف مكتبية، والمصانع تشترط أن يكون الشاب على خبرة بالعمل الفنى.. فهى لا تريد شبانا العمل المكتبى هو هدفهم، المستثمرون يضغطون على وزير القوى العاملة للتصريح لهم بالتعاقد مع عمالة آسيوية بعد فشلهم فى تدريب عمالة مصرية على الأعمال الحرفية، وإذا بحثنا عن سبب المشكلة نجد أن أولياء الأمور هم السبب لأنهم هم الذين اختاروا لأولادهم التعليم العام وأداروا ظهورهم للتعليم الفنى..

- فعلا فشلنا فى توجيه أولادنا إلى التعليم الفنى كان سببه انهيار مراكز الصيانة فى مصر، الفنيون فيها يعملون بالفهلوة.. لا تجد سباكًا على مستوى علمى ولا ميكانيكيًا يجيد مهنته ولا فنيًا فى إصلاح المصاعد تأمن له، ولا كهربائيًا «عدل».. يعنى كلها مهن فشنك.. من هنا أصبحت مراكز الصيانة تحتاج إلى من يصونها.. ومنها من يقوم بعمليات نصب فى نصب..

- سأروى لكم واقعة لها العجب.. زوجتى اكتشفت توقف التبريد فى الفريزر يعنى الثلاجة تعمل بنصف طاقتها، فأخذنا نسأل عن التوكيل، وبعد محاولات وانتظار فى قائمة الانتظار جاءنا مهندس وطلب قيمة الكشف مقدما.. مش مهم لأن المبلغ هايف.. دفعنا خمسين جنيها وبعدها طالب بضرورة سحب الثلاجة إلى مركز الصيانة لأنها تحتاج إلى معدات ثقيلة يصعب إصلاحها فى البيت، ومدة الإصلاح أسبوع وفِى اليوم التالى وصلت سيارة متخصصة من التوكيل وأربعة عمال نقلوا الثلاجة إلى مركز الصيانة واستمرت ملاحقاتهم فى المركز أكثر من شهر على أمل أن تصل إليهم قطعة غيار من ألمانيا.. وكان علينا أن ندفع قيمة الفاتورة التى وصلت إلى 3800 جنيه، لم يمض أسبوع على تشغيلها وبدأت الثلاجة فى تسريب مياه من القاعدة، طلبنا الصيانة فأكدوا أن العطل خارج الضمان والموقف يستدعى نقل الثلاجة مرة أخرى الورشة.. صرخت زوجتى فى وجه المهندس المسئول وهى تقول ليه.. «فين الرحمة، لما التوكيل واخد مبلغ كبير بالشكل ده، تقول ليه خارج الضمان».. يبدو أنه تأثر للموقف وطلب أن نعطيه مهلة لفترة مسائية سيحضر لعمل الصيانة بمعرفته فى غير أوقات عمله بالشركة، وفعلا جاء فى اليوم التالى وحصل على 200 جنيه وأزال العطل بنسبة 50%..

- زوجتى لم تهدأ وقررت أن تتخلص من الثلاجة وعرضتها للبيع وكان أول من اشتراها هو التوكيل الذى قام بإصلاحها ولكم أن تتخيلوا قيمة المدفوع.. فقد اشتراها بألفى جنيه.. طبعا ما أرويه يدعو للعجب..

- وما يحدث مع مراكز الصيانة فى أجهزة البيت يحدث مع مراكز صيانة السيارات التى تسرق فى مواجهة الزبون تحت اسم قطع الغيار ومصاريف التركيب، إن أقل فاتورة تدفعها ما بين سبعة آلاف جنيه إلى عشرين ألف جنيه.. جميع موديلات السيارات تتعرض للنهب والسلب من مراكز صيانة السيارات ولا رقيب ولا أحد يحاسب على الابتزاز الذى يحدث تحت اسم الصيانة..

- مشكلتنا أيضًا فى صيانة الثروة العقارية، ليست عندنا مراكز متخصصة لصيانة العقارات، فتجد العمارة أو البرج السكنى من الداخل تغطى جدرانه مياه الصرف الصحى بسبب عدم وجود سباكين يفهمون فى صيانة مواسير الصرف، حتى المصاعد داخل العمارات أصبحت مهددة بالسقوط، ولا أعرف لماذا تسكت وحدات الحكم المحلى مع أننى لم أسمع أنها تحركت ولو مرة وزارت عقارًا وعاينت المصاعد فيه.. مثل هذا التصرف سيكون له تأثير فى بقية العقارات، رؤساء اتحادات الملاك يعانون من سوء مراكز الصيانة.. هذه حكاية تدهور الصيانة.. لذلك أقول إنها فى حاجة إلى صيانة.

[email protected] com