رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

ماذا يفعل نواب البرلمان بالإجازة البرلمانية، أو فى الإجازة البرلمانية؟ كم نائباً التقى بأهالى دائرته واستمع إلى رأيهم فى أدائه تحت القبة؟ وكم نائباً أغلق بابه أمام الناخبين، لأنه كان «أبوالهول» تحت القبة.

عقب كل دورة برلمانية، كنا نقوم بإعداد إحصائية عن النواب الذين لم تسجَّل لهم كلمة واحدة فى المضبطة إلا حلف اليمين الدستورية فى بداية الفصل التشريعى، وتسأل بعد ذلك عن حضرة النائب وتكتشف أنه فص ملح وداب، حضرة النائب اختفى بجسده، ولكنه موجود فى توقيعات حضور الجلسات واللجان لزوم تقاضى البدلات والمكافآت هذا كان زمان، وتلاشى تدريجيًا، ووصلنا إلى مجلس نواب خالٍ من الألقاب المشينة، مثل النائب الصايع، ونواب القروض، ونواب الشيكات، ونواب سميحة، ونواب التأشيرات، البرلمان حاليًا يضم نوابًا محترمين من كافة التوجهات، هناك وجهات نظر وشطحات من البعض وخروج عن التقاليد، لكن الدكتورعبدالعال نجح فى إعادتهم إلى ما يجب أن يكون عليه النائب الذى يمثل الأمة، وأقنعهم بأن الحصانة البرلمانية لا تحمى الانفلات والخروج عن الآداب العامة، ولكنها تحمى أداء النواب تحت القبة، وتمكنهم من التعبير عن آرائهم، دون خوف من السلطة التنفيذية.

حاليًا النواب فى إجازة، هذه الإجازة مكّنت الدكتور على عبدالعال من تلبية بعض الدعوات من رؤساء برلمانات بعض الدول، وهى زيارات مهمة لتقوية العلاقات بين هذه الدول وتبادل وجهات النظر، وتعميق الأفكار المشتركة فيما يخص الأداء البرلمانى، والنواب عادوا إلى دوائرهم انتظارًا لدور الانعقاد الأخير، وهو دور برلمانى قصير طبقًا للدستور لأنه ستعقبه انتخابات الفصل التشريعى الجديد، وعلى الأقل يجب أن يستغل النواب الإجازة فى الاقتراب من الناخبين للاستماع إلى آرائهم فى التعديل الذى طرأ على الحياة السياسية بعد عودة مجلس الشيوخ، وقانون مجلس النواب، وقانون الحقوق السياسية والتطرق إلى وضع الأحزاب السياسية، آراء الناس مهمة فى الإصلاح السياسى الذى سيكون على قمة جدول أعمال الدورة البرلمانية الأخيرة، وهذا الإصلاح يبدأ بإصلاح القوانين السياسية لمسايرة التطور ووضع مواد جديدة تجعل من الانتخابات القادمة ميسرة، سهلة، نزيهة، تشجع الراغبين فى الترشح على خوضها، إذا عاد النواب من الإجازة متسلحين بآراء الناخبين فى هذه القوانين ستكون هناك فرصة لإصدار قوانين معبرة عن المواطن والشارع والأحزاب السياسية كما سينتج عنها مجلس نواب ومجلس شيوخ يعبران عن الاتجاهات السياسية كافة.

كما أقترح على الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، أن يدعو إلى حوار مجتمعى داخل مجلس النواب لمناقشة اقتراحات تعديل القوانين السياسية، لأن المجلس هو المنوط بهذه القوانين، نجحنا فى الإصلاح الاقتصادى عندما أشركنا المواطن فيه، وسينجح الإصلاح السياسى إذا احترمنا رأى المواطن أيضًا.