رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

 

 الحركة التعاونية فى مصر تعرضت لمراحل انقباض وانبساط، وإذا كانت عاشت عصور ازدهار فى حقبة الرئيس عبدالناصر يوم كان يرأس المجتمع التعاونى بنفسه ويلقى خطاباً فيه ويرعى نشاطها الاقتصادى، فإنها ما لبثت أن انقبضت مع الانفتاح الاقتصادى فى عصر الرئيس السادات حيث حسبت الحركة التعاونية خطأ على الحكم الشمولى والنظم الاشتراكية، مع أن النظام التعاونى خرج من رحم أعتى النظم الرأسمالية، ونمى وترعرع وأبدع ذاته، لأنه عالج جزءاً كبيراً من خلل تلك الأنظمة، وحقق حلقة الاتزان التى أوجدتها آليات السوق الحرة، ولا يحكمها إلا بدافع الربح والخسارة).

كانت تلك السطور بعض ما ورد فى خاتمة كتاب (التعاونيات العصرية) الذى صدر مؤخرًا عن دار كنوز لرجل الأعمال المصرى دكتور (حسن راتب)، والذى أهداه إلى كافة رواد الحركة التعاونية المصرية، وعلى رأسهم دكتور كمال أبوالخير كما ذكر فى بدايات كتابه القيم، ولمن لا يعرف فدكتور (حسن راتب) يترأس حالياً الجمعية المصرية للدراسات التعاونية، وكذلك المعهد العالى للدراسات التعاونية، وهو أيضًا نائب رئيس الاتحاد العام للتعاونيات.

وبالعودة لما ختم به دكتور حسن كتابه المرجعى الهام عن الفكر والاقتصاد التعاونى، وما وددت واخترت أيضًا أن أبدأ به مقالى اليوم أو سلسلة مقالاتى القادمة الخاصة بالفكر والاقتصاد التعاونى، حيث بدا لى وأنا أجهز للكتابة أن تلك السطور تحديدًا مما ختم به الكتاب ربما ستكون الأكثر ملاءمة لما أردت أن أستهل به المقال أو الحديث، والسؤال هنا ربما يكون ولماذا؟ ولعل الإجابة ربما لأننى أرى أن التعاونيات قد ظلمت مرتين: فتاريخياً مرة حينما تم ربطها بالفكر والنظم الاشتراكية، ما رسخ خطأ فى أذهان الكثيرين حينما تذكر أمامهم مصطلح الاقتصاد التعاونى أو التعاونيات فتجده بدون تفكير يترجمها على الفور على أنها إحدى أهم أذرع الاقتصاد الاشتراكى هذا على أفضل تقدير أن لم يمزج بينها وبين مساوئ الأنظمة الاشتراكية والشمولية من دكتاتورية وظلم وغيرهما على أسوأ التقديرات. وأما المرة الثانية التى ظلمت فيها التعاونيات فكانت عندما تم تطبيقها، حيث لم يتم الاستفادة من آلياتها فى تحقيق الاتزان المنشود ما بين القطاع العام والحكومى، كما لم يتم توظيفها للقيام بدورها المطلوب فى تحقيق التنمية المستدامة والنمو أو بتعبير آخر مصلحة ومتطلبات واحتياجات قطاع عريض جداً من الجماهير غير القادرة سواء فى مجال الزراعة أو الاسكان أو المجالات الاستهلاكية والإنتاجية وغيرهم من المجالات العصرية التى تفرض نفسها بقوة على القائمة كمجال الطاقة مثلاً أو الثروة المائية.

 (قامت الحركة التعاونية منذ مولدها على حزمة من القيم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية التى تميزها عن غيرها من النظم الاقتصادية الأخرى، بكونها نظاماً تطوعياً غير قسرى يشكله أعضاؤه بثقافة العمل الجماعى والممارسة الديموقراطية وبتوافق مع القيم الدينية والتراث الثقافى والحضارى للمجتمعات الحاضنة له).

وقد جاءت تلك السطور فى مقدمة كتاب (التعاونيات العصرية) على لسان دكتور حسن راتب، وهى ما وددت أن أختم بها مقالى اليوم.

.. ولحديثنا بقية..