رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أتناول فى مقالى هذا قضية بالغة الأهمية وهى التعليم والثورة الصناعية الرابعة، حيث أكدت دراسات علمية حديثة أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين التعليم والتدريب والبحث العلمى والثورة الصناعية الرابعة، وأكدت أنه يجب إجراء تحليل دقيق للفكر التنموى واختيار ما يناسب المجتمع المصرى ليوضع فى خطط التنمية بما يتوافق مع المجتمع وطالبت هذه الدراسات بالتركيز على دور التعليم الفنى الذى يمكن أن يساعد فى توفير العمالة المدربة والمؤهلة لاستخدام التكنولوجيا فى الصناعة.

 ومن هذه المقدمة اسمحوا لى أذكركم أعزائى القراء بنبذة قصيرة عن الثورات الصناعية الثلاثة السابقة، فأما الثورة الصناعية الأولى فتُعد انقطاعاً كبيراً عن تاريخٍ طويلٍ من نمط حياة وإنتاجٍ وعلاقات بدائية استمرت لآلاف السنين إلى أحوال أخرى مختلفة وقد حدثت بفعل اختراع (المحرِّك البخاري) فى الربع الأخير من القرن الثامن عشر وهو آلةٌ تستخدم قوة البخار لأداء عملٍ ميكانيكيٍ بواسطة الحرارة، وأما الثورة الصناعية الثانية فقد أحدثتها الكهرباء والإنتاج الشامل فى خطوط التجميع فى أواخر القرن التاسع عشر وتميَّزت بأنها فتحت الأبواب أمام كثير من الاكتشافات والاختراعات الكبيرة الأخرى.  وأما الثورة الصناعية الثالثة فقد أحدثتها الرقمنة Digitization  والمعالِجات الدقيقة والإنترنت وبرمجة الآلات والشبكات فى النصف الثانى من القرن العشرين، وبالتالى كما أحدثت الثورات الثلاث السابقة التى بدأت فى أواخر القرن الثامن عشر تغييرات كبيرة على حياتنا قد تمثَّلت بتطوّر الحياة الزراعية البدائية التى استمرت نحو عشرة آلاف سنة إلى حياة تعتمد التكنولوجيا على المستويين الفردى والمجتمعى، فها نحن على شفا ثورة تكنولوجية (جديدة) ستغيِّر بشكل أساسى الطريقة التى نعيش ونعمل ونتواصل مع بعضنا بالبعض الآخر بها.

 فماذا عن الثورة الصناعية الرابعة؟ تنطلق الثورة الصناعية الرابعة من الإنجازات الكبيرة التى حققتها الثورة الثالثة خاصة شبكة الإنترنت وطاقة المعالجة  Processingالهائلة والقدرة على تخزين المعلومات والإمكانات غير المحدودة للوصول إلى المعرفة فهذه الإنجازات تفتح اليوم الأبواب أمام احتمالات لا محدودة من خلال الاختراقات الكبيرة لتكنولوجيات ناشئة فى مجالات الذكاء الاصطناعى والروبوتات وإنترنت الأشياء والمركبات ذاتية القيادة والطباعة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية وعلم المواد والحوسبة، وعلى الجانب الآخر وفيما يخص مسمى الثورة الصناعية الرابعة فهى التسمية التى أطلقها المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس بسويسرا عام 2016م، ومن أجل تحقيق اتحاد وإدماج مبادئ الثورة الصناعية الرابعة فى مجالات التعليم فعلينا تعزيز مستوى تدريس العلوم التطبيقية والتقنيات المتقدمة والحديثة والتركيز على مستوى الاحترافية والمهنية فى المؤسسات التعليمية وتحويل المؤسسات التعليمية إلى مراكز بحثية علاوة على إطلاع المتعلمين على التجارب العالمية وكل ذلك سيفتح آفاقاً أوسع ومواكبة مستمرة لنتائج وتطبيقات هذه الثورة ولتصبح غاية التعليم تتعلق بصناعة عالم صحى وآمن وأكثر تنوعاً. ونتيجة لما سبق ذكره وجب الاهتمام بأهداف التعليم ونوعيته ليصبح هدف التعليم ليس رفع مستوى الوعى الاجتماعى والثقافى فقط بل توظيف وبرمجة المعرفة على أسس تنافسية ملموسة، وفى الختام أرى أن التعليم يبقى هو البوابة الملكية الرئيسية لدخول هذا العصر الذى يمثل التحدى الأكبر فى القرن الحادى والعشرين والتمكين فيه، وللحديث بقية فى هذه القضية الحيوية المهمة.

[email protected]