رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

يعد «بوريس جونسون» رئيس وزراء بريطانيا الجديد توأماً لترامب العنصرى. نسخة طبق الأصل من ترامب شكلاً وموضوعاً ولهذا لقبه البعض بترامب البريطاني. يجمعهما موالاة إسرائيل. بل إن جونسون يعترف بنفسه بأنه صهيونى حتى النخاع وأن إسرائيل هى البلد العظيم الذى يحبه، فالرجل مرتبط بإسرائيل منذ أن كان رئيساً لبلدية لندن، حيث أظهر التزامه بحماية الجالية اليهودية فيها.

وهناك قاسم مشترك من التشابهات يجمع بين ترامب وجونسون لا سيما فى السيرة الشخصية كالعلاقات الشائكة مع النساء، والتصريحات العنصرية المثيرة. كما أنهما صديقان مقربان. كل منهما معجب بالآخر، فترامب هو أول من هنأ جونسون بفوزه بزعامة حزب المحافظين وبرئاسة الحكومة البريطانية. بل إن ترامب استبق الأحداث فى يونيه الماضى عندما أعرب عن أمله فى أن يحرز جونسون الفوز برئاسة الحكومة البريطانية وتحدث يومها عنه بوصفه الأكثر كفاءة واقتداراً، ليشيد به بعد ذلك ويتنبأ له بعمل رائع.

أما جونسون فلقد أصبحت لغته أكثر دفئاً منذ أن دخل ترامب البيت الأبيض، حيث قال بإمكان بريطانيا أن تتعلم الكثير من الرئيس الأمريكي.

يلتقى الرجلان على أرضية كراهية المهاجرين والعداء للإسلام والمسلمين والانحياز إلى العرق الأبيض باعتباره الأكثر تميزاً والأنقى جنسية.

ولكن إذا كان ترامب يجرى تصنيفه على أنه مغرور وجاهل، فإن جونسون مغرور ولكنه ليس جاهلاً بالقدر الذى عليه ترامب. ورغم ذلك جرى التحذير من جونسون كقبطان لا يمكن الثقة به فى إدارة الأمور لا سيما وأنه كان أسوأ وزير للخارجية فى السنوات الأخيرة، فهو الرجل الذى كان حريصاً على إرضاء إدارة ترامب، وهو ما يرشحه اليوم ليكون كلبا لترامب على أمل أن يمنحه اتفاقية تجارة حرة يكون من شأنها تخفيف آثار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.

وتتركز الأضواء اليوم على التحديات التى تواجه جونسون ويتصدرها مشروع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى دون اتفاق وهو الخطر الداهم الذى يجابه بريطانيا لا سيما وأن الكثير من المعارضين له يؤيدون البقاء فى الاتحاد خشية من التداعيات التى قد تتعرض لها فى حال الخروج، فهل سينجح فى أن يختار بين أن يكون خادماً للأمة التى سيقودها أم سيكون المتحدث باسم الفصيل الداعى للخروج رغم المخاوف من إضعاف بريطانيا لا سيما مع التوقعات الاقتصادية المخيفة فى حال الخروج بدون اتفاق. وتتمثل فى فوضى اقتصادية وإدارية سيكون لها انعكاساتها السلبية على الجنيه الاسترلينى وتعطل خطوط الامدادات الأساسية.

ولذا يثار التساؤل: هل يستطيع جونسون تقديم رؤية عن سبب ايمانه بحماقة الخروج من الاتحاد الأوروبى؟ وهل يمكن لصوت العقل أن يسكنه ويدرك أن من الصعب إنجاز خطة بريكست لأنها مستحيلة؟

وبعيداً عن الشأن الداخلى فإن التوترات الحادثة اليوم فى العلاقات مع إيران تظل هى المشكلة الدبلوماسية الأكثر إلحاحاً فى الأجندة السياسية لبوريس جونسون، فعلى حين لا يدعم مواجهة مع إيران ويرى أن الدبلوماسية هى الأفضل لإحراز تقدم، إلا أنه أشار إلى استعداده لإعادة فرض العقوبات على إيران فيما إذا استمرت فى تخصيب اليورانيوم بمعدل يخالف الاتفاق النووى الذى وقع فى يوليو 2015 .