رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إذا وضعنا خريطة العالم العربى أمام ناظرينا حتماً سوف نصدم بانتشار بؤر التوتر الساخنة شمالا وجنوبا شرقا وغربا، ويجبرنا هذا الوضع على محاولة فهم ما يحدث لهذه الأمة، ولعلنا نجد ان منها ما يمتلك مرونة تبشر بالتسوية السياسية وغيرها ما يزداد كل يوم تصعيدا حتى يصبح عصياً على الحل، والقاسم المشترك بين كل الأزمات العربية فى السودان وليبيا وسوريا والجزائر واليمن «الصراع السياسى على السلطة، وإن كان بنسب متفاوتة، وفى تصورى أن جهود الوساطة لحل هذه الأزمات يجب ان تنطلق من هذه النقطة وحتى نفهم مسارها دعونا نستعرض بعض المشكلات فى العالم العربى على سبيل المثال لا الحصر.

ونبدأ بالمسألة السودانية التى اقتربت من الحل لولا خلافات اللحظة الأخيرة التى تؤخر الاتفاق، وكان يمكن حل ازمة السودان سلميا منذ فترة إذا تم احتواء الخلافات سريعا بين القوى المدنية المتمثلة فى حراك الحرية والتغيير والمجلس العسكرى وخلق مساحة ثقة بين الجانبين بمجرد سقوط نظام البشير والتوافق على مبدأ تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة فى أسرع وقت ممكن.

وهذا لا يمكن تحقيقه الا إذا قدم الجانبان تنازلات أهمها التحرر من سطوة الحكم واحلام السلطة- سعيا اليها أو حفاظا عليها- واعلاء مصلحة الدولة السودانية لأن عامل الوقت من وجهة نظرى مهم فى حل الأزمة حيث إن حسم المشكلات العالقة بالتفاوض تحت إشراف عربى أو إفريقى محايد يحدد عملية انتقال سلمى لسلطة ذات طابع مدنى وتحديد جدول زمنى لإجراء انتخابات فى البلاد والتوقف عن الحرب الإعلامية والكلامية بين القوى المدنية والمجلس العسكرى ووقف أى محاولات من شأنها ان تعطى فرصة للتدخل الخارجى فى الشأن السودانى على أساس الأخذ فى الاعتبار النموذج السورى الذى يعد أكبر دليل على ان تدويل أى نزاع سيؤدى إلى اطالة امد حله، نقول إن هذا من شأنه أن يهدئ من حدة الاحتقان الموجود فى الشارع السودانى، وعلى الشعب السودانى ان يتجنب الانزلاق إلى أى مستنقع يجر البلاد إلى وضع شبيه بالوضع السورى، ونحمد الله ان الوضع فى السودان اصبح بالتفاوض قابلاً للحل.

ننتقل إلى الوضع فى ليبيا وهو أخطر من الوضع فى السودان لأنه اشبه ما يكون بحرب أهلية تتحكم فيها اطراف خارجية ووجود اكثر من جهة تحاول ان تتكلم بلسان الشعب الليبى حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج التى انتزعت بشكل أو بآخر اعتراف الجماعة الدولية، وتسيطر على العاصمة طرابلس وغرب ليبيا والجيش الوطنى الليبى برئاسة المشير خليفة حفتر والمؤيد من معظم الدول العربية ويسيطر على شرق وجنوب ليبيا.

ومنذ مايو الماضى يقود عملية عسكرية تستهدف العاصمة طرابلس واسقاط حكومة السراج التى لا تملك سوى ميليشيات مسلحة وتستقوى بأطراف اقليمية مثل تركيا وقطر وتتحمل حكومة الوفاق مسئولية تسلل عناصر تابعة لتنظيمات إرهابية إلى داخل الاراضى الليبية، على أى حال يتصارع الطرفان للسيطرة على السلطة فى ليبيا ما يجعلنا نتساءل: اين الشعب الليبى مما يحدث؟ وعليه ان يحدد موقفه من الطرفين رفضا أو قبولا لأيهما حتى لا تقع ليبيا فريسة التفتيت وهو المطلوب لهذه الدولة العربية! وفى الاسبوع المقبل نواصل استعراض بؤر التوتر فى العالم العربى.