رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤيـــة

قد تقع المعادلة الأصعب التى تحكم الحالة العربية فى غياب التعاون والتكامل فى مجال التعاون العلمى، فالعمل فى مجتمعاتنا العربية بشكل عام وفى جامعاتها ومراكزها البحثية بشكل خاص يتم دونما تمازج وتكامل وتحديث تعاونى وتكاملى للنظريات والأطروحات والابتكارات العلمية رغم أننا نعيش زمن تداخل العلوم، وصارت الإنجازات الكبرى نتاج تعاون علمى هائل بشفافية ودونما حجب معارف ومعلومات علمية بحجج التخصص وادعاء التفرد بالحقائق العلمية، ووضعها فى حصون خلف متاريس ممنوع الاقتراب منها..

وليسمح لى قارئ جريدتنا الغراء أن أذكر جانباً من خطاب ألقاه «أنطون يوسف لطفى بك» صاحب مشروع خط سكك حديدية تصل القطر المصرى بالديار السورية يوم الجمعة 20 مارس 1891 أمام أعضاء الجمعية الجغرافية الخديوية بمصر القاهرة قال «لا يخفى أن أمر إنشاء سكة حديدية بين مصر وسوريا واجب وجوباً كلياً للتجارة وخدمة للمسافرين، فإن سهولة المواصلات وسرعة النقل فى أيامنا هذه كانت الداعية لتقدم الزراعة والتجارة والصناعة فى بلاد أوروبا وأمريكا، ومعلوم أن مصر وسوريا بمركزهما الجغرافى يمثلان محور آسيا وإفريقيا وأوروبا، فإنهما كانتا ولم تزالا ويجب أن تكونا مورداً ومصرفاً لتجارة العالم بأسره، ووصلة بين الشرق الأقصى والغرب الأقصى.. وفى عهد قريب إن شاء الله ستسمعون أيها الحاضرون هنا أو فى أى محطة كانت من محطات أوروبا أو غيرها أصحاب خدمة السكك الحديدية يصرخون أسرعوا إلى الركوب أيها المسافرون إلى آسيا وإفريقيا»..

إن قراءة فى هذا الخطاب الذى مضى عليه أكثر من قرن من الزمان يلفت نظرنا إلى المعطيات التالية:

• الخطاب لمواطن ومسئول مسيحى يُسند إليه تخطيط وإدارة مشروع إقليمى ضخم وذلك قبل ثورة 1919 بأكثر من ربع قرن من الزمان، وهى الثورة التى دائماً ما كان يذكر المؤرخون دورها فى دعم وإرساء مفاهيم «المواطنة» حتى كان شعارها الهلال محتضناً الصليب، وهو ما يؤكد أننا كشعب عندما نوضع أمام تحدى التصدى للمهمات الكبرى والأحلام القومية نفرز من بيننا الأصلح دونما التوقف عند انتماء فكرى أو أيديولوجى أو دينى أو طبقى أو قبلى، وبسماحة هى من أبرز سمات المصرى وتركيبته الإنسانية، بل الحضارية..

• أن من يعتقدون أن الفكر القومى ودوافعه لدى المواطن المصرى بشكل خاص والعربى بشكل عام هو اختراع لثورة يوليو 1952، ها نحن أمام واقع محفز للتعاون العربى الرائع، لقد كان دور الثورة فقط هو إعادة روح الذهاب من جديد إلى العمل القومى بالمزيد من إذكاء مفاهيم القومية العربية، ففى هذا الخطاب إشارة واضحة لحالة السعى لدى الناس وأيضاً لدى مُتخذ القرار بشكل طبيعى إلى مد جسور التواصل بين مصر والأشقاء العرب، والعمل العلمى الجاد فى هذا الإطار..

[email protected]