رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

بعيداً عن الروتين الذي قد يعطل دولاب العمل في دواوين الحكومة لبعض الوقت، وأحياناً نغض الطرف عن أخطاء عفوية قد يسمح بها في إطار رحلة الأوراق بين أدراج المكاتب، وربما في أحيان أخري نلتمس العذر لموظف يجهل واجبات وظيفته، فيقع خطؤه علي المتعاملين معه، ويتم تصحيح هذا الخطأ بعد حين!

ولكننا لا نجد عذراً مقبولاً أو تبريراً منطقياً لما حدث لطالبة الدقهلية في امتحان الثانوية العامة، التي لم تحصل إلا علي 7 % من المجموع الكلي للدرجات!

نحن مع أخطاء الرصد في عدم تسجيل 5 أو 10 أو حتي 20 درجة، سقطت سهواً لإحدي الطالبات أو الطلبة، خلال رحلة تجميع الدرجات أو حسابها، ولكن عندما تكون الدرجات الكلية للطالبة 29 درجة من المجموع الكلي للدرجات البالغ 410 درجات، فلا بد أن يكون هناك خطأ جسيم لا يجوز تمريره أو السكوت عليه.

 الواقعة تناقلتها التقارير الصحفية، من خلال شكوى تقدمت بها والدة الطالبة سمر السيد على عبدربه -18- سنة، والتى كانت من المتفوقات وضمن العشرة الأوائل في الشهادات السابقة للثانوية العامة.

من هنا قالت والدة سمر «أنا عايزة ورق بنتى الحقيقي»، فى تظلمها لكنترول الثانوية العامة بالمنصورة دقهلية، مؤكدة أنه تم تغيير ورق إجابتها!

وتواصل الأم فى شكواها: لقد تأكدنا من ذلك بوضوح عند مراجعة ورقة العربي داخل الكنترول، حين اكتشفنا أنها مجرد ورقة إجابة فارغة.

وفى نفس الوقت، كشفت خانة البيانات التى كتبتها على الكراسة أن الخط ليس خطها، فحررنا محضراً لإثبات الواقعة.

وجاءنا الرد غريباً من رئيس كنترول المنصورة، هكذا تسترسل الأم، حين استدعى سمر بمفردها دون غيرها من الطلاب المتظلمين، وعرض عليها ورقة إجابتها فى اللغة العربية فقط، فى حين أننا تظلمنا من كل المواد التى أدت فيها الامتحان.

أما الأغرب، فإن المسئولين هناك بدءاً من رئيس الكنترول وانتهاء بوكيل وزارة التربية والتعليم، ينفون نفياً قاطعاً حقيقة ما حدث، موضحين أن أوراق الطالبة مرت بمراجعة دقيقة، ومن المستحيل تبديلها بورقة أخرى.

انتهت الواقعة، وبقيت علامات الاستفهام مرفوعة لم تجد حتى الآن إجابات شافية من الوزارة!

أولاً: كيف حدث هذا فى كنترول مركزى، تحكمه ضوابط صارمة وإجراءات دقيقة، كان لها أن تصحح هذا الخطأ من أول غلطة؟

ثانياً : إذا كانت هذه الطالبة من المتفوقات - حسب رواية والدتها - وكان مقدراً لها الالتحاق بكلية الطب فى ضوء مراجعتها لإجابتها أولاً بأول، فهل فقدت الذاكرة قبل الامتحان فجأة؟!

ثالثاً : لماذا تأخر اكتشاف هذه الواقعة، منذ إعلان النتيجة قبل أسبوعين، وتم إعلانها الآن، وما جدوى تلك التظلمات إذا كانت ورقة الإجابة فارغة؟!

رابعاً : أين خبير الخطوط، الذى بإمكانه حسم الواقعة بالتأكيد على ما كتبته الطالبة فى بياناتها، كتب بخط يدها، أم تم تحريره بخط آخر؟

خامساً: وهذا هو الأهم أين وزارة التربية والتعليم، مما حدث فى كنترول المنصورة، ولماذا تأخر الوزير أو متحدثه الرسمي فى الإعلان عن بدء التحقيق فى صحة الواقعة، دون الانتظار لتحرير محضر رسمي من جانب أهل الطالبة؟

إن ما حدث بكنترول المنصورة، يثير الشك ويدعو إلى الريبة بين معظم طلاب الدقهلية، ويخفي تساؤلاً مكتوماً فى صدورهم، هل ما حصلوا عليه من درجات هى درجاتهم الفعلية أم تم التلاعب بها؟

نحن لا ندافع عن الطالبة أو نتهم الوزارة، ولكننا نطالب بسرعة الوقوف على حقيقة ما حدث، إبراء لذمة الوزارة، وإنصافاً لحق الطالبة.

ودبرنا يا معالى وزير التعليم.