رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في المضمون

 

مانشاهده سنويا من الجدل حول ثورة  ٢٣يوليو وجمال عبد الناصر يؤكد أننا أمة غارقة في الماضي، ولاتبرحه أبدا.. الغريب في المكلمة المستمرة أن من يهاجمون عبدالناصر لم يعاصروه ومعظمهم شباب مابين العشرين والأربعين ..هؤلاء الشباب يتحدثون عن الديكتاتورية والسجون الناصرية، وتحكم الجيش في الحياة المدنية بعد ٥٢ وكأنهم عاشوا هذه الأيام وذاقوا مرارتها ،في المقابل تجد من يتعصب لناصر ويخلع عليه صفات الأنبياء وكأنه ليس بشرا أخطأ وأصاب ،ومضي كما ذهب من سبقوه بما له وبما عليه.

هذا الحنين الي الماضي سواء بالسلب أوالإيجاب لاتجده في أمة من الأمم سوي مصر ..المانيا مثلا لم تغرق في تقييم هتلر ولم تنصب له محاكمة سنوية رغم ما أصاب المانيا من حكم النازي بشكل عام ..المانيا تعتبر هتلر والنازية جزء من تاريخها تجاوزته نحو مستقبل صنعته أجيال لاحقه دون أن تحمل تلك الفترة أسباب تأخرها..

والأمثلة كثيرة جدا علي دول شهدت تحولات كبيرة لم تلعن الماضي أوتقف عنده وتحول ذكراه الي مندبة ،أوعرس تقيم فيه الأفراح..

في مصر تمر مثلا ذكري أعظم ثورة شعبية هي ثورة ١٩١٩دون أن يذكرها أحد ..وعندما تأتي ذكري ناصر والناصرية تتحول وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الي منصات بعضها للمدح وأخري للقدح.

ماذا يفيد الوقوف عند تلك الفترة والأخري ..لاشيء سوى إذكاء لخلاف ليس له أي ظل في الواقع ..مجرد مضيعة للوقت.

عبدالناصر أوغيره مجرد رئيس أدي ما عليه وغيبه الموت أو أي سبب آخر والحديث عنه بهذه الكثافة لن يغير في الأمر شيئا ..

لن أنساق في تقييم الفترة الناصرية كما يفعل الأخرون وأري أن كل ماشاهدناه أول أمس مجرد لغو ،والمهم هو التفكير في المستقبل ،وشكل الدولة المصرية ،وماذا سنترك للأجيال القادمة. لقد أمضينا أكثر من ٦٠عاما وكأننا لم نراوح مكاننا ..بعضنا يقول إحنا آسفين يافاروق وآخرون يرددون ولا يوم من أيامك ياعبدالناصر

فكرة الغرق في الماضي ضد التطور نفسه وإذا أردنا أن نسير الي الأمام فعلينا أولا أن نتوقف عن كل هذا الضجيج ونتجه الي التفكير في الحاضر والمستقبل.