عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

- حسبما تقودك ذائقتك ، يتكون ولعك للأشياء. «ذائقتك» هي خلاصة تجربتك وتربيتك وتكوينك الإنساني.ليست مجرد ذائقة غذائية كما قد توحي لك الكلمة للوهلة الأولى.يقيناً لا. وإنما هي ذائقتك للحياة نفسها، وتوجهك وانقيادك نحو أشياء معينة .تولع في حياتك بالأشياء ، الحب (النساء) ، بالأطفال، بالمال ،وقد تولع بأشياء أخرى : بالشعر ، بالأدب ، بالموسيقى الخ.

ذائقتك هي التي تقودك ،فتسيطر على طريقتك في الأشياء، فتولع بعد التخرج مثلا  بالأسرة وإنجاب الأطفال (العزوة) وتتفانى من أجل تحقيق ما تسميه «تأمين المستقبل» ،فتجمع المال وتشتري المنزل وتقتني السيارة وتبحث دوما عن الترقيات والوظائف .ذائقتك تحدد طريقة اختيارك لنمط حياتك :الروتيني أو العادي ،الفردي أو الجماعي ، الانعزالي أو الانفتاحي .ذائقتك تحددت منذ طفولتك ،فقد ساهم  والداك في تكوينها ، مع امام المسجد وكاهن الكنيسة والمدرس والشارع ،وفضلا عن ذلك الأيام والليالي ، وبخفة دم المصريين يقولون «اللي معلمتوش الأيام والليالي يعلمه اولاد الزواني»!

- اكتشاف تاريخ ميلاد الذائقة لا يشغل الكثيرين ،فماذا يهم في كثير أو قليل أن يبحث  في ذلك من ليس لهم نصيب من متعة حب الفنون والآداب والموسيقى .. لكنه أمر يشغل الفلاسفة بالطبع ،لأن الذائقة قد تقود الإنسان إلى الولع بكرة القدم ، وكراهية البيسبول مثلا ، وربما انعدام الرغبة في التعرف على «شتراوس» ولا الدانوب الأزرق!

- أظن - وبعض الظن ليس إثمًا كبيراً- أن الحياه  تدور بين شقي رحى هذين الإيقاعين : إيقاع الفالس(و) وإيقاع الفالصو! قلائل هم الذين يعيشون الحياة في كنف مختلف. فيعشقون الحياة على ضفاف إيقاع «الفالس».. قد يعنيهم المال نعم ، لكن كوسيلة وليس كغاية بحد ذاتها، وسيلة تحقق الزواج ربما بمن يحبون ،أو بمن تصلح للزواج، أو حتى بمن تشعل الحرب(!)، أو بمن تُكَوِّن أسرة من أولاد بنين وبنات الخ . إنها وسيلة تجعل الحياة ممكنة ،خاصة عندما تصبح عاصيةً مستعصيةً على الإدراك والتعامل والتفاهم كما هي الحال الآن، بدليل أن هناك من لا يمكنه التكيف مع هذه الحياة ويختلق الذرائع ليس ليتخلص منها بنفسه فقط وإنما هو وبمن يتعلقون به ،كهؤلاء الذين قاموا مؤخرا بقتل اولادهم وزوجاتهم وأنفسهم بذريعة «حمايتهم» كما قرأنا في الصحف غير مرة! هذا رجل كون أسرة ثم قتلها في النهاية! يالهذا الإيقاع-الإستثنائي- المريع!

هكذا الحياة.. مجرد إيقاع عشنا تفاصيله منذ صغرنا،وبحكم نشأتنا وتربيتنا وتوجهات بيئتنا. انحزنا أو تنامى تعلقنا وولعنا بالأشياء كل حسب تجربته تلك ،فانخرطنا فيها وعشناها ،فأصبح هذا زوجًا ويمتلك أسرة ومنزلا وأنجب البنين والبنات وأصبحوا هم كل حياته حتى الممات ، وأصبح هذا زوجًا أيضا وربما لديه كل هذا ولكنه أكثر ميلا لإيقاع الفالس في حياته ، فيعشق شتراوس ويقضي ساعات على ضفاف دانوبه الأزرق، وأوبرات فيردي وبحيرة البجع ،فضلا عن ساعات أخرى يقضيها بين الكتب و الأدب .

«رغم جمال إيقاع الفالس إلا أن انتشاره في العالم العربي كان محدوداً»( تقول ويكيبديا)، ورغم أن عبد الوهاب أسطورتنا الموسيقية قدم للعالم العربي إيقاع الفالس بأصوات غنائية من وزن «ثومة» و«حليم» كما قدمها الأطرش مع أسمهان وقدمها الرحابنة مع فيروز، إلا أن انتشاره  بقي محدوداً!

مالذي بقي؟

بقي إيقاع الفالصو!