رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

فى الذكرى الــ67 لثورة 23 يوليو 1952 لابد أن تكون هناك وقفة مع النفس لرصد ما جرى وتلمس موضع أقدامنا وتقييم ما حدث سلباً وإيجاباً دون انحياز لهذا الطرف أو ذاك وفى تلك العجالة السريعة يمكن رصد أهم الملامح المتعلقة بالحدث والتى نوجزها فى التالى:

ـ أولاً: ثورة 23 يوليو 1952 لم تولد من فراغ، فهى جزء من حراك المصريين فى القرن العشرين الذى شهد التحولات الكبرى فى العالم وحروباً عالمية ومعارك الحريات  والاستقلال والثورة الصناعية الكبرى. وبالتالى جاءت ثورة يوليو لاستكمال ما بدأته ثورة 1919 فى الحصول على الاستقلال التام وجلاء الإنجليز بعد احتلال للبلاد دام «72» عاماً، ونظراً لأن ثورة يوليو لم تستكمل أهدافها فى تحقيق العدالة الاجتماعية، كان لابد من قيام ثورة أخرى هو ما تحقق مع ثورة يناير 2011 التى أطاحت بنظام مبارك بعد حكم دام  حوالى «30» عاماً.

ـ ثانياً: ثورة يوليو 1952 صاحبة انجازات عظيمة وأخطاء فادحة أيضاً، ومن أبرز انجازاتها اتفاقية الجلاء وطرد الملك والحصول على الاستقلال وتأميم القناة واصدار قوانين الاصلاح الزراعى والتأميم والتصنيع وقيادة التحرر الوطنى فى العالم الثالث ورفض الأحلاف العسكرية، ومن أخطاء الثورة الفادحة حرب اليمن التى كلفتنا احتياطى الذهب ناهيك عن الدخول فى معارك خاسرة فى جبال اليمن كلفتنا الكثير من الجنود والمعدات وهو ما أدى الى هزيمة يونيو 1967 لوجود أكثر من ثلث أو نصف الجيش المصرى فى اليمن ومن أخطاء الثورة أيضاً الاعتماد على الثقة بدلاً من أهل الخبرة، وإلغاء الأحزاب السياسية التى كانت سائدة قبل الثورة والاعتماد على التنظيم السياسى الواحد ـ الاتحاد القومى ثم الاتحاد الاشتراكى ـ وهو ما أفضى الى كارثة يونيو 1967، ناهيك عن محاربة القطاع الخاص والاستثمار الأجنبى بعد قرارات التأميم، فضلاً عن انتشار الفساد والمحسوبية والبيرقراطية مما أدى الى ترهل الجهاز الإدارى للدولة  حتى أصبح لدينا الآن أكثر من «6.5» مليون موظف فى حين أن الحاجة الفعلية لا تتطلب أكثر من «1.5»  مليون موظف فقط.

ـ ثالثاً: تعتبر الحريات وبالأحرى غيابها بشكل أو بآخر أكبر أخطاء ثورة 1952، وقد قرأنا وسمعنا عن هذا الكثير، من أغرب ما قرأته فى هذا الشأن مؤخراً إعلان الكاتب الصحفى محمد عبدالقدوس أن والده الكاتب الكبير احسان عبدالقدوس اعتقل مرتين، فى المرة الأولى «4 شهور» وفى الثانية وجه اللواء حمزة البسيونى م ير السجن الحربى إهانات قاسية لاحسان فور وصوله المعتقل ثم رن الهاتف فى مكتب البسيونى ليفاجأ أن المتصل الرئيس جمال عبدالناصر شخصياً وبجواره المشير  عبدالحكيم عامر، واللذان قاما بتعنيفه وأمره بالإفراج عن احسان عبد القدوس فوراً، وخلال ثوانٍ تغيرت معاملة اللواء حمزة البسيونى لإحسان عبدالقدوس لتتحول الى الاحترام والتقدير بعد وصلة من الشتائم والإهانات، والسيىء فى الأمر ان كبت الحريات لم يقتصر على الكتاب والصحفيين فقط انما طال رموز الإخوان والحركة الشيوعية، وهو ما أفضى الى العنف فى السبعينيات من القرن الماضى والسنوات التالية لها بعد الافراج عن أعضاء التنظيمات الاسلامية الراديكالية مثل الجماعة الإسلامية والتكفير والهجرة والجهاد.

ـ أخيراً: بقى أن نذكر أن ثورة 23 يوليو بحاجة الى دراسة تاريخية منصفة تسجل ما لها وترصد ما عليها، لأن كل الكتابات التى صدرت عنها إما معها أو ضدها، وهذا يظلم الأجيال الحالية والمستقبلية التى تريد معرفة ما جرى بدقة وحيادية لأن التاريخ ملك للوطن وليس لأحد.