تعتبر مدينة السادس من اكتوبر من اكثر المدن الجديدة تنوعا صناعيا وتجاريا وسياحيا وازدحاما بالسكان ولهذا الأعباء والمسئوليات على جهاز المدينة ربما اكبر من طاقته ما جعل احد الاحياء فى اكتوبر يلجأ للتطوير بالجهود الذاتية فهل سمعتم عن حى البشاير الذى يعتبر واحدا من اقدم وارقى الاحياء بالمدينة ؟ قام بانشائه احد البنوك المتخصصه منذ سنوات ويتكون من 142 عمارة سكنية بها 2242 وحدة فضلا عن مركزين تجاريين ومسجد ومدرسة دولية .
لكن مع مرور السنين تخلى البنك عن دوره فى صيانة الحى رغم ان وديعة اودعها السكان به تقترب من 12مليون جنيه تقريبا للصرف على الصيانة من ريعها وتدريجيا رفع البنك يده وكان من الطبيعى ان يتسلم الجهاز من البنك البنية التحتية للحى وحتى يومنا هذا ، لم يتم سوى تسليم الحدائق فقط وتردت احوال بقية الخدمات من مياه وكهرباء وصرف صحى واصبحت الشوارع تحتاج الى رصف من جديد!
وزاد الامر سوءا عندما نجد ان البشاير حى مفتوح ارتفعت فيه جرائم السرقة وازدادت محاضر السرقات فى قسم الشرطة التابع له الحى واصبح ساكنوه غير آمنين على ابنائهم وممتلكاتهم وهنا وبدون تردد بدأت التجربة التى ادعو المسئولين والباحثين فى خدمة المجتمع الى دراستها وتعميمها ليس على اكتوبر فقط بل فى كل مناطق الجمهورية .
فقد قرر قاطنو الحى الاعتماد على انفسهم وعلى قدراتهم الذاتية بتحويل الحى من مفتوح الى مغلق واختاروا من بينهم لجنة تطوعية تشرف على اعمال التطوير الذى شمل تنظيف الحى من داخله وإقامة سياج شجرى مدعم حوله وبوابات دخول وخروج عليها افراد امن لمدة 24 ساعة وتحقق الحلم الذى طال انتظاره وتحول حى البشاير الى اول « كومباوند » فى اكتوبر يجرى انشاؤه بالجهود الذاتية وتحمل السكان كل النفقات واشتروا راحتهم وامنهم ويبقى ان تدعم الدولة التجربة الناجحة باستكمال تجديد البنية التحتية ويتعاون جهاز المدينة مع لجنة تأمين وتطوير الحى ليكون نموذجا يحتذى به للتعاون الأهلى .
وأرى ان اول خطوة هو استلام الوديعة من البنك بالإضافة الى عائد السنوات الماضية الذى لم يستفد منها الحى ويتم تخصيصها بالاضافة الى مساهمات السكان الشهرية فى الصرف على تأمين الحى واستكمال المنظومة الناجحة تحت اشراف مباشر من جهاز المدينة الذى يجب ان يقدم خدماته فى مجال اعادة رصف شوارع الحى وتحسين خدمات المياه والصرف الصحى والكهرباء لحى نسبة المساحة الخضراء فيه تعد الاكبر نسبيا بالقياس للمشروعات السكنية المجاورة .
ومنذ عام تقريبا كانت حوادث التثبيت والسحل وسرقة السيارات والشقق تتم بشكل يومى وفى وضح النهار ويمكن القول انه منذ تحويل البشاير الى حى مغلق لم تحدث حادثة سرقة واحدة وانتفت منه المظاهر غير الحضارية مثل التوك توك والباعة الجائلين وقرر السكان المضى قدما فى استكمال التجربة ليعود البشاير الى رقيه بفضل الاصرار على النجاح فهل يمكن ان نرى تجربة البشاير فى كل المناطق الجديدة والقديمة فى مصر ؟ .
خلاصة القول دائما معدن المصريين يظهر فى الشدائد والمواقف الصعبة ولهذا ادعو السيد المهندس مصطفى مدبولى رئيس الوزراء الى زيارة الحى ليشاهد التجربة على الطبيعة ويرى كيف كانوا وكيف اصبحوا؟