رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

فى حفل تكريم أقامته نقابة عمال شركة السكك الحديدية وواحات عين شمس لتهنئة «عبدالرحمن فهمي» زعيم العمال بمناسبة فوزه فى انتخابات مجلس النواب فى عام 1924، ألقى سعد زغلول خطابًا، قال فيه «أفرح كثيرًا، وأسر كثيرًا كلما شعرت أن هذه الحركة ليست فيما يسمونه بالطبقة العالية فقط، بل هى منبثة أيضاً، وعلى الأخص، فى الطبقة التى سماها حسادنا طبقة «الرعاع»، وأفتخر أننى من الرعاع مثلكم، ولو كانت حركتنا قائمة على الطبقة العليا وحدها لما قامت لها قائمة، ولما انتشرت هذا الانتشار، ولما انتشر المبدأ الوطنى بدون الطبقة التى يسمونها طبقة الرعاع، وهى الطبقة الأكثر عددًا فى الأمة وليس لها صالح خاص، والتى مبدؤها ثابت على الدوام، هذه الطبقة لا تسعى وراء وظيفة تنالها، ولا منصب تحل فيه، ولا مصلحة تقتضيها، ولكنها تريد أن تعيش ليكون الوطن عزيزًا..».

ويعلق كاتبنا الكبير الراحل «نبيل زكى» قائلًا «هنا يكشف سعد زغلول يكشف عن صفة من صفات الكثير من أرباب المصالح- الذين يطلق عليهم هذه الأيام كبار الملاك وكبار رجال الأعمال- هى «التقلب» فى الوقت الذى ينفى فيه وجود هذه الصفة تمامًا عن الفئات الدنيا من الشعب، يقول فى نفس خطابه أمام نقابة عمال السكك الحديدية «رأيت كثيرًا من أرباب المصالح ومن ذوى الوظائف تقلبوا وتغيروا، ولكن الرعاع مثلكم ما تغيروا، ولا بدلوا عقائدهم».. أى أن «الرعاع» بلغة هذا العصر، هم الثابتون على المبدأ. وللمزيد من الوضوح، علينا أن نعرف أن «الطبقة العالية» من «أرباب المصالح» كانوا يطلقون على أبناء الشعب الكادح فى تلك الفترة من تاريخ مصر اسم «الرعاع»، وكلمة الرعاع تعنى «رجل الشارع» كما تعنى فقراء هذا البلد الذين حرمتهم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من أى مزايا أو امتيازات.. بل من أى حقوق تؤهل لحياة إنسانية لائقة...».

وعندما انتشر نبأ اختيار مصطفى النحاس لخلافة سعد زغلول فى سبتمبر عام 1927 دب الفزع فى قلوب سلطات الاحتلال البريطانى وأعوانه.

وفسرت جريدة «وستمنستر جازيت» الإنجليزية هذا الشعور بالفزع بقولها «لقد تردد اسم النحاس، وهو من الجناح اليسارى لـ«الوفد»، فى حين أن بركات باشا والشمسى باشا يميلان إلى الجناح اليمينى».

واعتبر مراسل صحيفة «ديلى تلجراف» البريطانية أن النحاس يشكل خطرًا، وأنه يجب التحذير منه، لأن توليه زعامة الوفد يعنى رجوع الوفد إلى سياسة المعارضة الشديدة لكل مسعى لعقد اتفاق بين إنجلترا ومصر، ويعنى أن الوفد قد صرف النظر عن سياسة التوفيق والتهدئة التى يمثلها فتح الله بركات.. إنه حدث له دلالة، وورقة وفدية خصراء فى تاريخه.