رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

انتهى مولد الثانوية العامة وتوقف المارثون فيها لهذا العام، على أن يعود فى العام القادم، وترك قصصاً وحكايات متنوعة ما بين مآسٍ وأفراح وانتحارات، وزغاريد وعويل ونحيب، وبين بطولات لأمهات وآباء وأبناء فقراء صارعوا الزمن من أجل الفوز بنتيجة جيدة لتضع أرجلهم على درجات سلم الجامعة ظناً منهم أن هذه المرحلة الأخيرة التى تنتشلهم من مأساة الظروف الاجتماعية، وأن حياتهم سوف تتحسن وتتحقق آمالهم بعد الجامعة فى اللحاق بوظائف يظنون أنها سوف تدر عليهم عائداً مالياً كبيراً.

بينما رأى البعض منهم برسوبه أو حصوله على نتيجة ضعيفة غير مرجوة أن الحياة توقفت عند هذا الحد برسوبه فى النتيجة، لقد انتهى منذ أيام بالنسبة لطلاب الثانوية العامة عقب إعلان النتيجة كابوس حياة التلمذة والنهوض إجباراً فى أى وقت وفرض حالة من الترقب فى البيوت وجعلها مثل معسكر كرة المنتخب أو بلاش المنتخب، وجعل الأهالى المنازل طوال العام حتى انتهاء الامتحان كمعسكر الكشافة، بداية من الذهاب إلى الدروس الخصوصية التى حلت مكان المدرسة وأصبحت بديلاً لها. أو هكذا فعل أباطرة الدروس الخصوصية فى الحياة الدراسية وهربوا لتحقيق مآربهم ومصالحهم على حساب هؤلاء الطلاب وقاموا بإبدال المدرسة بما أسموه وأطلقوا عليها اسم السناتر وبالحصة ياللهول بالحصة الواحدة والله.

وبحسبة بسيطة احسب كيف يكون العائد من وراء تلك الدروس وحجم التضخم الحسابى وانتفاخ الجيوب الذى يعود عليهم وذلك طبقاً لعدد الطلاب وسعة المكان والحصة لا تقل للطالب عن 50 جنيهاً حسبنا الله، ولكننى لست بصدد استعراض مآسى استغلال ظروف الطلاب. الآن ولكن أردت عرض جزء من كل لتضحيات الأسرة فى موسم ستنا الثانوية العامة بعبع كل بيت أو افة البيوت.

وهنا تظهر البطولات يكون أكثرها من الأم أو الأب أو أبناء الطبقة رقيقة الحال فتجد منذ بداية الامتحان وفى كل يوم رعب كل مادة بالذات فى المناطق الشعبية تجد الأم تذهب مع ابنائها إلى المدرسة منذ الصباح، حيث تمتلئ الأرصفة الخارجية لأسوار المدارس بطوابير الأمهات وعلى وجه كل أم ملامح مختلفة فإذا كانت الأم واثقة من مستوى ابنها أو ابنتها تجدها تحمل له ورداً وتقف مبتسمة وتتمتم بالدعاوات فى هدوء.

أما إذا كان الحال غير ذلك فتجد الأم باكية أو متجهمة ومتوترة، أما إذا كانت لا تعلم شيئاً عن صعوبة أو سهولة المواد فتجدها ترفع أكف الضراعة لله بالدعاء المتواصل المصحوب بالبكاء وغالباً ما تتحد الأمهات فى ذلك بين الحين والآخر حتى ينتهى وقت الامتحان ويخرج الطلاب لتظهر عليهم علامات ما ذكروه ودونوه فى كراسات إجابتهم، وتظل الأسرة فى حالة ترقب وتوتر حتى تعلن النتيجة رسمياً لتظهر حكايات وبطولات غالباً ما تحتل الأم نصيب الأسد من ذلك فنجد الصحف والمواقع قد تناولت قصة الأم المدرسة بإحدى قرى جنوب الصعيد التى تربى أيتاماً ونجحت فى إدخال أبنائها الخمسة وهى قصة الأم المكافحة عقب وفاة زوجها منذ عدة سنوات والتى بدأت رحلتها، فى تربية أبنائها، وعلمتهم المذاكرة بكل جهد حتى التفوق، جعلهم يسيرون على خطى كان يتمناها والدهم قبل وفاته، وحلم والدتهم التى تعمل بكل مشقة فى الحفاظ عليهم وعلى مستواهم التعليمي. وسهرت معهم الليالى، وكافحت بكل جهد لتوفير كافة متطلباتهم اليومية، وأدخلتهم جميعاً الجامعة.

كما حملت حالات النجاح لهذا العام قصصاً كثيرة كلها أن جميع المتفوقين يدينون للأسرة بنجاحاتهم وكان أشهرها الطالب الثانى مكرر الذى أكد مساعدة والدته له ولأشقائه فى تحقيق حلمه وتوفيرها له كل الإمكانيات المتاحة مما جعله يأخذ من تفوق أشقائه الأربعة قدوة له، كذلك حملت لنا الحكايات قصة ابنة حارس العقار التى تحدت الصعاب وحصلت على 97% فى الثانوية لتؤكد أنها بذلك حققت حلمها وحلم أسرتها، ونحن نهنئ المتفوقين والناجحين الذين تخطوا صعاب وألم تلك المرحلة ليبدأوا مرحلة الجامعة ونربت على اكتاف ابنائنا الذين لم يحالفهم الحظ وليس معنى ذلك أنهم فشلوا لا بل بدأوا فى إعادة ترتيب الأوراق والاستفادة من الأخطاء فلولا الفشل ما أتى النجاح والله ولى التوفيق.