رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

«الكاتب العزيز علاء عريبى، تحية طيبة وبعد، أكتب لك هذه الرسالة من غيظى، وأحتاج رأيك، الولد ابنى بحمد الله، عقبال أحفادك، نجح فى الثانوية العامة بمجموع يؤهله لكلية محترمة، بعد ما فرحنا وباركنا، اشترط على أن نطلب "كباب وكفتة" على الغداء احتفالا بنجاحه، والدته وأخوته أيدوا الفكرة بكل جوارحهم، قلت: يا واد مش خسارة فى الولد، ده تعب طوال السنة ورفع رأسنا، وبعون الله هيلحق كلية كويسة، فك كيسك وأديها كباب.

والدتهم ما صدقت، مسكت التليفون وطلبت من محل شهير بمصر الجديدة، الكباب والكفتة، وشددت عليه بألا ينسى علبة الخيار المخلل، وعلبة بابا غنوج، وحذرته من دس بعض قطع الكباب القديمة والباردة ضمن الطلب.

بعد ما أنهت المكالمة، سألتها عن ثمن كيلو الكباب، تخيل طلع كام، بسلطاته وخياره وغنوجه بـ 352 جنيها، قول: 350 جنيها، قول: يا نهار أسود، يعنى واخد فى الكيلو 200 جنيه خدمة، ده لو كان بيشترى اللحمة من الجزار، وطبعا ده محل كبير وبيجيب خرفانه من مزرعته، والكيلو يقف عليه بحوالى70 او 80 جنيها، قول يا رجل بيكلفه مائة جنيه، يدخل المحل، يعصجه فى بصلتين وشوية فلفل وملح، ويحطه على الفحم، ويطلعه مع كم رغيف، وثلاث أو أربع علب: طحينة، وطماطم، وخيار، وبابا غنوج، مع كرتونة وورق لف، قول الحسبة بقت 130 او 140 جنيها، أضف للمبلغ السابق نسبة من نفقات العمالة والمرافق: الكهرباء والمياه، والتليفون، وأدوات النظافة، وأضف نسبة ضرائب، قول الحسبة وبزيادة تقدر بحوالى 200 جنيه، وقول نضيف 50 جنيها للمكسب فى الكيلو، يعنى بالراحة 250 جنيها للكيلو، يبيعه هو بـ 350 جنيها، يعنى كسبان فى الكيلو أكثر من 150 جنيها، أنا راضي ذمتك، هل ده عدل؟، يكسب فى الكيلو 150 جنيها، صدقني كلامي هذا ليس من باب البخل ولا الحسد ولا النق على صاحب المحل، فقط من باب النسبة والتناسب، لما أكسب 50 جنيها بعد مصروفاتى وضرائبي وخدماتي، اظن ده جميل وطبيعي ومنطقى، لكن تضيف إلى الـ 50 مبلغ مائة جنيه، يبقى ده فوق الطبيعي، والمفترض أن الحكومة تضع هامش ربح مناسبا للسلع والخدمات المقدمة للمواطنين، ولا تترك لكل من هب ودب يبيع بالسعر الذى يراه، أستاذ علاء أنا راضي بحكمك: إيه رأيك، على فكرة أنا بحمد الله ميسور، لكن الواقعة تحكم، أطيب تحياتى، سالم عبدالكريم».

أستاذ سالم، اولا بالهنا والشفاء، ومبروك لابنك، وبالنسبة لرأيي أقول لحضرتك، طالما دس حتة أو حتتين قدام وبردين فى الطلب يبقى كتير، وأنصحك تبعد عن مصر الجديدة، انزل السيدة يا أخي، تعرف فيه محل فى الجيارة كدا، جربه.

[email protected]