رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى الموضوع

رجل يفصل رأس زوجته لشكه فى سلوكها .. و آخر يطعن والده حتى الموت .. و ثالث يقتل شقيقه من أجل الميراث .. و رابع يقتل والدته و يذهب للصلاة .. و خامس .. و سادس .. و غيرهم ، و تأتى جريمة المدرس الأزهرى بالفيوم ، الذى قتل زوجته و أولاده الأربعة ( خوفا من قتلهم ) بيد شركائه فى سرقة الأثار، لتفتح ملف الجرائم الأسرية فى مصر، و التى باتت قنبلة موقوتة تهدد كيان الأسرة المصرية.

و قبل ان يتهاون احدكم واصفا ما يحدث من جرائم بأنها سلوكيات فردية ولا ترقى لظاهرة عامة ، عليه ان يتابع صفحات الحوادث بالصحف او مواقع التواصل الاجتماعى خلال فترة بعينها ، حتى يقف على كم هذه الجرائم ، و مدى وحشية ارتكابها .

ورغم ان احصائيات الأمن العام السنوية ، لهذه الجرائم و غيرها لم تعد تنشر أو تقع تحت عين الإعلام ، و لا ندرى لماذا تم حجبها ؟، لكن ذلك لا يقلل من خطورتها او يغض الطرف عن الوقوف على اسبابها ، و بحث دوافعها للحد منها بشتى وسائل العلاج .

و الارقام تقول ان 92% من جرائم القتل التى تقع فى المحيط الأسرى ترتكب بدافع الشرف ، وتعود النسبة الباقية إلى الظروف المحيطة بكل جريمة بدوافع اجتماعية أو ثأرية أو اقتصادية أو نفسية .

صحيح ان معظم تلك الجرائم تقع فى غيبة الضمير ، و عدم القدرة على تحمل الأخرين ، و الاستسلام لوساوس الشيطان ، لكننا لا يجب ان ننكر أسبابا اخرى مساعدة على إرتكابها من غياب للتوعية الدينية و السطحية الإعلامية فضلا عن الإدمان و المخدرات التى تقود إلى التوتر و سرعة الانفعال الأمر الذى يدفع لارتكاب الجريمة .

و يبقى الفقر و الجهل من اهم الأسباب ، فكلما ازدادت نسبتهما قفزت معدلات الجريمة خاصة فى العشوائيات و المناطق المحرومة من الرعاية ، و بنفس القدر أيضا ساهم التطور التكنولوجى و انتشار الميديا الإلكترونية فى خلق أسباب أخرى فى انتشار الجريمة من شك و خيانة .

و اذا كانت تلك هى الأسباب .. فماذا عن علاجها ؟ الأجابة بوضوح تنحصر فى توعية دينية مكثفة بلغة عصرية حديثة و حوار قريب من الشباب حتى يتم توعيته باقتناع بدلا من الترهيب و الترغيب بين الجنة و النار .

و يدعم ذلك خطاب إعلامي هادف يرتقى بالعقول و لا يخاطب الغرائز ، أو يثير الشهوات عبر برامج تفاهة و افلام هابطة جعلت من « عبده موته »

نموذجا و قدوة للعديد من الشباب الذى استسهل إراقة الدم و اعتاد رائحته .

وفى الإطار ذاته قصور ثقافية و مراكز شبابية تضيء العقول و تقوى الأبدان فتستهلك طاقات الشباب بعيدا عن الجريمة و الإدمان.

و تأتى قبل ذلك كله مؤساستنا البحثية و على رأسها المركز القومى للبحوث الاجتماعية و الجنائية الذى يجب ان  يدفع بخبرائه و باحثيه بين صفوف الأسر المصرية للوقوف على اسباب هذه الجرائم و علاجها خاصة و انه ينفرد بمعهد خاص لمشاكل الاسرة .

لذلك ليس كل من قتل او ذبح او اشعل نارا او اطلق رصاصا مجرمين بطبعهم او جناة بمفردهم ، فنحن معهم شركاء  من اعلام و مسجد و جامعة و مركز بحثى و قانون لا يجد طريقه للتطبيق !

لذلك لا ابالغ حين أقول كلنا جناة !