رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

قبل أن تقرأ.. ليس زكريا المقصود فى هذه السطور المواطن المصرى ابن شبرا الذى يفتى فى كل شيء، حتى أنه أصبح يُعرف بين أبناء منطقته بأنه أشهر جنرالات المقاهى فى المحروسة.. ولكنه مواطن أمريكى من أصل هندى يعمل مقدما لبرنامج جى بى إس الأسبوعى على قناة سى إن إن ويكتب فى صحف واشنطن بوست ونيوزويك وهو محرر طبعتها الدولية، باختصار يعتبر فريد زكريا من أبرز الإعلاميين الأمريكيين المؤثرين فى مسار السياسة الخارجية الأمريكية او أقرب لما يمكن وصفه بالمتحدث الإعلامى للنظام السياسى هناك، على النحو الذى يشبه، مع الفارق الكبير طبعا، وضع مصطفى بكرى هنا فى مصر!.

ولذلك فإن معارضة زكريا لمواقف وسياسات ترامب لها دلالاتها البالغة، فلو أن المعارضة جاءت من شخصية مثل نعوم تشومسكى لكان الأمر هينا باعتبار أن الأخير ربما ينظر له البعض على أنه مواطن معولم ينتمى إلى القيم الإنسانية أكثر من انتمائه إلى قيم النظام الأمريكي، وأنه يتبع سياسة «خالف تعرف» وأنه لهذا يقف على يسار أى نظام أمريكي. غير أن موقف فريد زكريا يمثل ما يمكن اعتباره شهادة من أهلها أو من داخل المطبخ السياسى الأمريكي.

فقد تعددت فى الآونة الأخيرة المواقف المختلفة لزكريا التى تعبر عن بالغ رفضه لسياسات ترامب لدرجة شنه هجوما غير مسبوق باتهامه إياه بالوصول إلى الرئاسة بطريقة قذرة وبعد أن قضى حياته كلها فى القذارة حسب تصريحات نقلتها شبكة سى إن إن.

وقد حظيت سياسة ترامب تجاه إيران بانتقاد كبير من زكريا حين أشار إلى أن الرئيس الأمريكى يصعد التوتر بصورة حادة فى المنطقة دون خطة جيدة للتوصل إلى حل، وأنه بسياسته تلك يأمل بالحصول على استسلام من إيران وعودة إلى طاولة المفاوضات والقبول بصفقة أكثر صعوبة بالنسبة لهم من تلك التى وقعوها فى العام 2015، مضيفا أن ذلك حتى لو تحقق فإنه يرجح بشكل كبير تصاعد فكرة الحرب الباردة فى المنطقة، على نحو يزيد من مستوى الصراع بها.

ويكشف لنا زكريا عن جانب بالغ الأهمية فى مواقف ترامب على خلفية مساعى الأخير للتقارب مع كوريا الشمالية حيث يعتبر زكريا ذلك يعبر عما يصفه برغبة نرجسية فى نيل جائزة نوبل من خلال محاولة التصالح مع بيونج يانج مضيفا ما يجذب الاهتمام فى سياسة ترامب الخارجية هو انعدامها.

ولعل ما يعزز رؤية زكريا أنها تتوافق بشكل كبير مع التسريبات التى أطاحت بالسفير البريطانى لدى الولايات المتحدة وانتهت باستقالته والتى أشار فيها إلى أن هناك انقساما بين مستشارى الرئيس، وأنه لم يكن لدى البيت الأبيض استراتيجية «يوما بيوم» لما يجب فعله فى أعقاب الانسحاب من الاتفاق النووى مع إيران. وكذا تأكيده على البعد الشخصى فى إدارة الرئيس لقضايا بلاده حين ذهب السفير البريطانى إلى أن ترامب تخلى عن الاتفاق النووى مع إيران «نكاية فى الرئيس السابق باراك أوباما».

وإذا كانت تحفظات زكريا قد تنقضى فإن عجائب ترامب التى تجعل الكثيرين ينتفضون عليه لم تنقض وقد كان آخرها انتفاضة نائبات فى الكونجرس ضده حين رحن يفتحن النار عليه متهمات إياه بأنه أسوأ رئيس ويجب عزله وذلك بعد أن دعا ترامب كل عضوات مجلس النواب من ذوات الأصول الأجنبية إلى العودة من حيث أتين فى خطوة تكشف عن الجانب العنصرى للرئيس ترامب وكرهه للمهاجرين والأجانب.

ربما يكون المقال قد انتهى ولكن فصول المسرحية التى يقوم بها ترامب لم تنته وقد لا تنتهى إلا بانتهاء سنوات رئاسته فى البيت الأبيض!.

[email protected]