رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

مقال الأستاذ فاروق جويدة اليومى بجريدة الأهرام السبت الماضى، تعرض فيه لحال الإسلام والمسلمين الذى يرثى له، وقد تساءل قائلا: إلى أى مدى سيصل بنا الحال، نتيجة الاقتتال الدائر حاليا بين بعض فصائل المسلمين من ناحية، وكذا بين بعض الدول الاسلامية والعربية من ناحية أخرى، مما جعله حائرًا عن نهاية هذه المأساة.

اريد ان اوضح للكاتب الكبير، انه قد سبق لى الكتابة فى هذا الموضوع عشرات المرات، خاصة بعد ان دارت الحروب الاهلية وأوشكت الدول التى أصيبت بهذه الكارثة أن يصير تقسيمها نتيجة للاقتتال الدائر بين طوائفها المختلفة. فمنذ فاجعة 11 سبتمبر سنة 2001 التى وقعت فى امريكا وترتب عليها هدم اكبر البنايات هناك، سواء فى نيويورك أو فى العاصمة واشنطن، فإن امريكا ودول الغرب يصرون على الانتقام من الاسلام والمسلمين، نتيجة هذا الهجوم الشرس من أعوان الراحل بن لادن.

لقد استيقظ العالم يوم 11 سبتمبر سنة 2001 على فاجعة ارتكبها اعوان بن لادن، بأن قاموا بالاستيلاء على عدد من الطائرات المدنية بمن عليها من ركاب ابرياء واقتادوها مباشرة فى اتجاه بعض المبانى الضخمة بمدينتى نيويورك وواشنطن، فكانت وبحق كارثة تهدم على إثرها بعض المبانى الضخمة، كما راحت ارواح العديد من الابرياء، نتيجة هذا الاعتداء الطائش من بعض ذوى العقول المسيرة.

منذ هذا التاريخ ودول الغرب تعقد العزم على ضرورة الانتقام من المسلمين عامة والعربية بصفة خاصة، على اعتبار أن الدول العربية هى منبع الارهاب، فتم التخطيط لإيقاع الفتنة بين بعض الفصائل الاسلامية من ناحية، وبعض الدول العربية والاسلامية من ناحية أخرى، حتى يقتتلوا ويقضوا على انفسهم بأنفسهم دون أى تدخل من دول الغرب، وان ينتهى بهم المطاف إلى تقسيم تلك الدول إلى دويلات صغيرة يسهل السيطرة عليها مستقبلا.

يا أستاذ فاروق، انا واثق بانك مثلى تماما، على علم تام بهذا المخطط منذ بدايته، لكن ما يحيرنى وأبحث له عن جواب، هو موقف الدول الغربية من الدول العربية والاسلامية التى لم يمسها التخريب والتدمير حتى الان وعلى رأسها مصر، هذه الدول لم تصب بداء الحروب الاهلية أو الاقتتال بين طوائفها المختلفة. فهل يا ترى الدول الغربية مازالت تريد اشعال نار الفتنة فى تلك الدول، أم أنها اكتفت بما فعلته فى الدول العربية الأخرى من قتل وتخريب وتدمير، والتى سينتهى بهم الامر – فى تقديرى - للتقسيم لا محالة.

أملى أن تكتفى الدول الغربية وأجهزة مخابراتها بما فعلوه فى الدول التى اشتعلت فيها نار الفتنة مثل سوريا وليبيا واليمن، وألا يمسوا بسوء باقى الدول العربية الأخرى - مثل مصر والسعودية والامارات وباقى دول الخليج، فإن هذه الدول علاقتها بالدول الغربية من الناحية ظاهريا طيبة، ولكن يقول المثل ( اللى فى القلب فى القلب ). فهل يا ترى سوف تغض الدول الغربية الطرف عنا، أم اننا سوف ننزلق يوما إلى طاحونة الحروب الاهلية كما حدث لدى دول الجوار.

أدعو من الله عز وجل أن يجنبنا جميعا شرور الحروب الاهلية التى تدور رحاها فى الدول العربية المجاورة، كما أدعو الله أن يجنب مصرنا العزيزة السقوط فى شراك الدول الغربية، ذلك الشرك المسمى بالربيع العربى، الذى سقطت فيه بعض الدول العربية المجاورة، ولا يعلم إلا الله متى وكيف لهذه الدول الخروج منه، والعودة مرة أخرى بعد أن تهدمت وخربت تماما.

وتحيا مصر.