رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

بمناسبة ذكرى رحيل المبدع حسين رياض، تذكرت كيف أصبح أفضل فنان يعيش الدور الذى يمثله أمام الكاميرا.. من الفلاح مهضوم الحق.. إلى الخديو المتسلط.. وإلى المتصابى إلى أن نصل الى الأب الحنون.. وكان أبرع من يستخدم كل طبقات صوته رغم أنه صوت أجش!.

وأتذكر محاضرات أستاذنا وأستاذ النقد الفنى الدكتور محمد مندور الذى كان يحاضرنا ونحن ندرس بقسم الصحافة فى الخمسينيات.. كان يقول لنا ـ فى مدرج 43 بقسم الصحافة بجامعة القاهرة ـ هناك ممثل يقرأ دوره.. وممثل يلقى دوره.. ولكن هناك من يعيش دوره وهى أعلى درجات الإجادة.

< وأرى="" أن="" حسين="" رياض="" هو="" أبرع="" من="" يعيش="" كل="" دور="" له="" فى="" تاريخ="" السينما="" المصرية..="" فهو="" أبو="" البنات="" الذى="" رحلت="" عنه="" زوجته="" وتركت="" له="" كومة="" من="" البنات،="" وهو="" الموظف="" البسيط="" الذى="" يضطر="" الى="" العمل="" مساء="" فى="" أحد="" الأفران..="" وهو="" الجد="" الذى="" يسمح="" لأطفاله="" فى="" أن="" يستخدموه ="" ويمتطوا="" ظهره="" ليضيف="" لحظة="" سعادة="" على="">

وهو نفس الفلاح المقهور الذى يسمح بالإهانة، ويتحمل أن يطلب من الأمير أن يزوج ابنته الأميرة إنچى لابنه علي.. فيفقد النطق.. ولا يستعيد الكلام إلا فى مثل هذه الأيام مع ثورة 23 يوليو.

وهو أيضاً المايسترو جاديليو ضمن عازفى فرقة عبدالسلام النابلسى حسب الله السادس عشر.. بينما هو كان أشهر مايسترو فى تاريخ الأوبرا المصرية.

<  وشتان="" بين="" فنان="" يجسد="" كل="" أدواره..="" لأنه="" يعيش="" دوره..="" وبين="" معظم="" فنانى="" العصر="" الحالى="" إذ="" كل="" منهم.="" إما="" يلقى="" دوره="" ويمضى..="" أو="" حتى="" يكتفى="" بإلقاء="" دوره..="" والنادر="" منهم="" من="" يصل="" إلى="" أن="" يحيا="" الدور="" الذى="" عليه="" أن="">

وإذا كانت فردوس محمد هى الأم الأفضل فى تاريخ الفن المصرى، فإن حسين  رياض هو الأفضل فيمن كان يؤدى شخصية الأب على امتداد مسيرة الفن المصرى.

< وأبحث="" الآن="" عن="" أم="" بعد ="" رحيل="" كريمة="" مختار="" كأفضل="" أم="" مع="" أشهر="" أعمالها="" الأخيرة="" «حمادة="" عزو»..="" فلا="" أجد..="" تماماً="" كما="" أبحث="" عن="" عبدالوارث="" عشر="" آخر="" فلا="" أجد..="" ولكننى="" أرى="" أن="" حسين="" رياض="" كان="" أيضاً="" أفضل="" جد="" فى="" فيلم="" آه="" من="" حواء="" الذى="" عجز="" عن="" مواجهة="" حفيدته="" المتمردة..="" وهذا="" الفيلم="" بالمناسبة="" هو="" من="" أفضل="" أفلام="" رشدى="" أباظة..="" ولكن="" أفضل="" أفلامه="" بلا="" جدال="" كان="" فيلم="" «الزوجة="" رقم="" 13»="" الذى="" قدم="" فيه="" نموذج="" الشاب="" المستهتر="" الذى="" أضاع="" ثروته="" على="">

ذلك عصر لن يعود.. ولم أعد أجد من يقنعنى بأنه يعيش دوره.. إذ كلهم يكادون يقرأون أدوارهم بلا أى روح.. رحم الله جيل العظماء.