رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية:

 

كيف تعامل الأديب الكبير نجيب محفوظ مع عالم الشياطين والجن والعفاريت فى أعماله الروائية؟ هل هذه الشخصيات أساسية أم هامشية فى سلسلة مؤلفاته بدءا من «عبث الاقدار» حتى «حب فوق هضبة الهرم»؟ وهل استعان أديب نوبل بعالم الجن والعفاريت فى قصصه ورواياته إرضاء للذوق الشعبى والمزاج العام؟ أم باعتبار تلك الشخصيات جزءا من البناء القصصى والسردى لرواياته أى ضرورة وليست رفاهية؟ الباحثة دينا دياب الصحفية بالوفد تقدم اجابات لتلك الأسئلة فى دراستها التى حصلت بمقتضاها على الماجستير مؤخرًا تحت عنوان «توظيف الكائنات الخارقة فى البناء القصصى فى أدب نجيب محفوظ»، حيث تؤكد انه من خلال الاستقراء فى بعض أعمال نجيب محفوظ، نجد أنه من بين المكونات التى فرضت نفسها نقديًا وأدبيًا «الشخصية» باعتبارها عنصرا مهما من عناصر بناء الرواية لأنها تصور الواقع من خلال حركتها وحوارها مع غيرها، وهى العنصر الأساسى الذى يقوم بمهمة الأفعال السردية ويدفعها نحو نهايتها، وجوهر العمل الروائى يقوم على خلق الشخصيات خيالية كانت أو واقعية، وتوضح أن الجن والعفاريت المردة والشياطين جزء لا يتجزأ من ذهنية الثقافة المصرية التى تولدت لدواعٍ نفسية وثقافية واجتماعية وربما سياسية.

جاء الفصل الأول فى الدراسة بعنوان «المعتقدات فى تراثنا الشعبى لدى نجيب محفوظ» وتناولت فيه الممارسات والطقوس والمعتقدات من خلال استخدامه للكائنات موضع الدراسة كخلفية ثقافية واجتماعية لشخصياته الروائية.. واستخدامهم بعض الممارسات مثل الزار، الأحجبة، التعاويذ، وتناولت فيه التوظيف غير المباشر فى كل من «خان الخليلى، قلب الليل، حكايات حارتنا، رأيت فيما يرى النائم، ملحمة الحرافيش، السراب، حديث الصباح والمساء، أحلام فترة النقاهة، القرار الأخير، أولاد حارتنا، وأخيرًا همس النجوم آخر الأعمال المنشورة لنجيب محفوظ فى 2019. كنماذج مختارة، وجاء الفصل الثانى بعنوان « استلهام وتوظيف التراث فى الشكل الفنى لـ«ليالى ألف ليلة» و«ملحمة الحرافيش» تناولت فيه الباحثة نبذة مختصرة عن اتجاهات نجيب محفوظ فى الرواية العربية، وأسباب اتجاهه لتوظيف التراث مبينة لماذا استدعى التراث الأدبى والدينى والشعبى والتاريخى فى ابداعه سواء فى الشكل أو المضمون، وجاء الفصل الثالث بعنوان «تحليل الكائنات الخارقة فى ملحمة الحرافيش وليالي ألف ليلة» وتضمن حكاية «جلال صاحب الجلالة» التى تعتبر أكثر حكايات ملحمة الحرافيش ورودًا للكائن الخارق فى التعاقد الفاوستى بين جلال حفيد عاشور الناجى والجن، وتضمن تحليل ليالى ألف ليلة من خلال الخارق كمفتاح تحليلى وذلك بتوضيح صورة ودور الكائن فى البناء القصصى، وتضمن الفصل الرابع: «الكائن الخارق فى المجموعات القصصية» وتضمن تحليل نماذج للمجموعات القصصية التى تناولت الخارق بشكل مباشر وهى «القرار الأخير» فى قصتى «ابليس» و«الرجل الوحيد» والمجموعة القصصية «الشيطان يعظ».، وتكشف الدراسة ان محفوظ استطاع من خلال سردية الخارق خلق نموذج فنى، لمتخيل عربى مختلف له خصوصياته وسماته الفارقة التى تميزه عن سائر المتخيلات الاخرى، من حيث الارتباط بالتراث العربى ومرجعياته الغزيرة فى اثراء اللغة السردية والوقوف بسحر الدلالات إلى نظرة غير معتادة.