عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

يكفي أن تسمع باسمه لتشعر بالتسامح يَسري في وجدانك.. الحق عنده ليس له لون أو عقيدة.. حاربَ الجميع من أجل إعلاء القيم الإنسانية، ليعيش حرًا في عالم يرفض أن يُساوي بين الألوان.

آمنَ هو ومن على شاكلته من الأنقياء، بأن الله لا ينظر إلى اللون بقدر ما ينظر إلى الروح، ليُعطي الحرية لشعبه بصدر رحب.. وزجّه في السجن قرابة ثلاثة عقود، ما زادهُ إلا نقاءً.

الحرية عنده لا يمكن أن تُعطى على جرعات، لأن الإنسان إما أن يكون حرًّا، أو لا يكون.. أفعاله قبل أقواله كانت ملهمة لشعوب العالم، في مكافحة الفقر وتعزيز قيم العدالة الاجتماعية.

سيرته ومسيرته تفسِّران سرّ جاذبيته وعصاميته وروحه المرحة، إضافة إلى تسامحه المطلق وعدم رغبته في الانتقام من معاناته التي عاشها، كما أن تسلسل حياته المدهش، جعلته أيقونة مختلفة بطعم الحرية والتسامح، وإلهامًا للتغيير.

إنه الزعيم الأشهر في العصر الحديث نيلسون مانديلا، المناضل العظيم، الذي أن ترك بصمات واضحة على فكر الشعوب الحيَّة، وعلَّمها أن الحرية قد يقل اتباعها.. وأتباعها، لكن المهم هو تحقيقها والدفاع عنها.

ألَمَّ واهتم بكل أوجه وتفاصيل حياة الناس، وعلَّم الكثيرين أن الحرية مثل المبادئ.. لا تتجزأ، فاهتم بالجانب المتعلق بنظرة المجتمع للحرية، ونظرة الحرية للمجتمع، فكان بمثابة أب ومعلم ومربٍ، تعلمت الأجيال منه عبر الزمن.

«المسيرة الطويلة من أجل الحرية».. كلمات تلخص قصة نضال نيلسون مانديلا، التي امتدت على مدى 27 عامًا داخل أقبية السجون، وجعلته ملهمًا للعالم في الكفاح من أجل الحرية، وتحدي سياسات الفصل العنصري، وتغيير مستقبل وطنه إلى الأفضل.

لعل أهم أقوال مانديلا الخالدة التي تكتب بحروف من ذهب هي أنه «من السهل أن تُكسر وتُدمَّر، لكن الأبطال هم أولئك الذين يبنون ويصنعون السلام».. فكان احتفاء العالم بيوم مولده في الثامن عشر من يوليو، مناسبة لتجديد التأمل في حياته وتراثه، وتحقيق رسالته في جعل العالم مكانًا أفضل.

المتابع لسيرة نيلسون مانديلا يجد أنه كرَّس حياته لخدمة الإنسانية، كمحامٍ لحقوق الإنسان، وسجين ضمير، وصانع سلام دولي، محاربًا للفقر والظلم والاضطهاد والتفاوت الفاحش في عالمنا، ليقود المجتمعات نحو عالم واعد، مفعم بالأمل، وخالٍ من اليأس والمرض والجوع.

عاش مانديلا من أجل السلام، ودافع عنه طيلة حياته، باعتباره تهئية بيئة يزدهر فيها الجميع، بصرف النظر عن عرقهم، أو لونهم، أو معتقدهم، أو جنسهم، أو طبقتهم، أو طائفتهم، أو أي سمة اجتماعية مميزة، لأن الدين والعرق واللغة والممارسات الثقافية ـ برأيه ـ عناصر تُغني الحضارة البشرية، وتضيف إلى ثراء تنوعها، لا سببًا في التفرقة والعنف والحطِّ من قدر الكرامة الإنسانية.

نتصور أنه لا يزال ثمة قدرٍ مفرطٍ من الشقاق والكراهية والتفرقة والصراع والعنف، ممتد في عالمنا منذ عقود وحتى الآن، لكن العناية الأساسية بالآخرين كانت نهج مانديلا وحلمه الذي عاش من أجل تحقيقه، ليصبح بحق أحد أبطال الإنسانية الذين صنعوا السلام.

أخيرًا.. إن نيسلون مانديلا بالتأكيد لم يقضِ حياته فقط لمحاربة التمييز العنصري فحسب، بل وقف أيضًا في وجه الظلم والظالمين، لإحقاق الحق وترسيخ السلام والمحبة.. إنه زعيم حقيقي أسَرَ القلوب بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

[email protected]