رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الذى نحتاجه من مجلس الشيوخ هو القيمة المضافة إلى الحياة النيابية، هل هو مكمل لمجلس النواب، هل سيكون دوره استشاريًّا فقط، هل ستكون له اختصاصات مؤثرة ومستقلة يتحرك بموجبها للقيام بدور فاعل؟

عودة الغرفة الثانية للبرلمان كانت ضرورة بعد سقوط مجلس الشورى من باب السلطة التشريعية بالدستور بعد مشاورات انتهت بإعدامه، هناك من تمسك به وهناك من طلب حجبه، وانتصر الرأى الأخير، لكن لم يكن يعجبنى أن الأغلبية قالت إن الإلغاء كان لتوفير النفقات، الشق المالى كان مقدورا عليه لو كانت هناك فائدة من وراء استمراره، لكن الذين انحازوا لإلغاء الشورى استقوا آراءهم من أن المجلس لم يكن له وجود على الساحة، وكان مجلس الشعب يقوم بكل شىء، وبقى الشورى بلا أنياب يغرف من المال العام دون أن يعطى شيئا يعادل الميزانية التى كانت مخصصة له، وبعد تجربة المجلس الواحد - مجلس النواب - وجد الكثيرون أن عودة مجلس الشورى تحت مسمى مجلس الشيوخ ضرورة لا بد منها، ورأى أغلب هؤلاء أنه حتى يكون العود أحمد فلا بد من منح مجلس الشيوخ سلطات دستورية تحوله إلى غرفة برلمانية ثانية، ويكون رأيه نهائيًا فى بعض الأمور حتى لا يتحول إلى خيال مآتة، ويكتسب لقب مجلس المصطبة الذى كان يطلق على مجلس الشورى السابق.

السلطات التى منحتها التعديلات الدستورية الأخيرة لمجلس الشيوخ لن تجعله المجلس الذى نريده، هى لم تخرج عن سلطاته السابقة، ومشروع وقانون مجلس الشيوخ الذى قدمه «دعم مصر» إلى رئيس مجلس النواب لن يخرج عن الدستور وإلا سيكون القانون غير دستورى.

الحديث عن عدد نواب مجلس الشيوخ ليس بأهمية السلطات التى كان يجب أن يحصل عليها، لكن ليس فى الإمكان أبدع مما هو كان أو كائن.

سيكون هناك مجلس شيوخ عاجز، لكن وجوده أهم من غيابه يستطيع مجلس الشيوخ إذا تشكل من نواب يحملون من الخبرات المختلفة سياسية واقتصادية وقانونية التى تساعدهم على الحديث والتعبير تحت القبة، وإذا امتلك المجلس رئيسا من ذوى الخبرات المتراكمة والأداء المقنع، وإنكار الذات، وأن يكون هدفه إثراء الحياة البرلمانية والمساهمة فى ضبط ناموس العمل النيابى، وتقديم دراسات وتقارير مدروسة تساعد القيادة السياسية فى اتخاذ القرار، وأن يتمتع بسمعة طيبة، واخلاص فى العمل سيكون لهذا المجلس شأن مهم، ويسد العجز فى سلطاته الرسمية بأداء راقٍ ينير الطريق أمام اتخاذ القرار.

إذن اختيار نواب مجلس الشيوخ مهم جدًا، وهو دور الناخبين المطالبين بممارسة حقهم فى ترشيح نوابهم، دور النائب لا يجب أن ينحصر فى «بادج» على السيارة وشلة مساعدين ومستفيدين وهيصة أمام الدوار، النائب مسئول عن التشريع والرقابة، وهو نائب مجلس النواب، ونائب مجلس الشيوخ أكثر مسئولية لأنه سيكون مسئولاًعن حماية الدستور والقيم والمبادئ، واختياره لا بد أن يشبه مهمة البحث عن معدن الذهب.