عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ظهرت نتيجة الثانوية العامة وارتفعت الزغاريد أو الاتهامات والصرخات وذلك لأنها مرحلة تحديد مصير ومستقبل العديد من الأسر والأبناء والبنات، وقبل كل شيء مستقبل وطن يسعى إلى البناء والتطور ومواكبة متغيرات العصر الحديث، ومع هذا يظل التعليم الجامعى يعانى من ذات الأفكار القديمة والمدارس الفكرية التى لم تتطور وتتغير إلا فى المظهر والمصطلحات لكن المحتوى العلمى والبحث مازال غائبًا عن القائمين على التعليم الجامعى بالرغم من محاولات الوزير الشراكة المستمرة مع الجامعات الأجنبية فى برامج جديدة تجمع مقررات متعددة فيما يسمى البرامج التبادلية أو المقررات المتداخلة، فمثلًا مازالت الهندسة الوراثية والكيمياء الطبية البيولوجية والهندسة الطبية والزراعة الوراثية والهندسة الميكانيكية الإلكترونية لا تلقى القبول العلمى من قبل الجامعات الحكومية والخاصة ولا الإقبال من قبل الأهالى والطلاب، لأن مفهوم التعليم الجامعى انحصر فى الكليات التقليدية والتعليم الكلاسيكى وأى تغيير يهدد تجارة التعليم، كما يهدد استقرار الأسرة ومواردها وبالقطع مستقبل الأبناء خاصة أن لجان القطاع مازالت متخصصة فى التعليم والبرامج القديمة وأى تطوير يحتاج إلى حروب وصراعات حتى يلقى أى قبول وموافقة من قبل أى جامعة تقدم مقررًا وبرنامجًا تعليميًا جديدًا لم تتفق عليه لجان القطاع والمجلس الأعلى للجامعات الذى يضم فى عضويته الجامعات الحكومية وهناك مجلس منفصل للجامعات الخاصة باعتبارها لا ترقى لأن تكون ممثلة داخل لجان قطاع المجلس الأعلى للجامعات.

ولذا فإن أى تطوير فى البرامج والمقررات لن يتم طالما تلك هى النظرة وهذا هو الفكر فى تقسيم المتخصصين والخبراء الاكاديمين إلى قطاع حكومى بيده الأمر والنهى وقطاع خاص يستوعب ملايين الطلاب ويطرح مئات البرامج المحلية والدولية لكنه درجة ثالثة لا يحظى بأى احترام أو تقدير أو التفات علمى من قبل من يشكل ويضع تلك اللجان التى بيدها مصير المقررات والبرامج ومن ثم التعليم الجديد بشكل عام.. ولذا فإن دعاوى عدم الالتحاق بكليات الإعلام هى دعاوى حقيقية لأن الإعلام بصورته التقليدية القديمة قد تغير فى العالم أجمع ولكننا مازلنا نصر على الإعلام القديم وما يسمى التخصصات الفرعية فى المرحلة الجامعية مثل صحافة وإذاعة وتليفزيون وإعلان وعلاقات عامة بالرغم من أن العالم يتحدث ويتعامل اليوم بالإعلام الرقمى أو الإعلام الإلكترونى سواء على مستوى الصحافة أو الإذاعة أو التليفزيون أو الإعلان لأن الإعلام الجديد تداخلت فى كل تلك التخصصات ولم يعد يتعامل معها منفصلة بعضها عن بعض، بل أضاف المستوى اللغوى والتحليل النفسى واستخدامات الجرافيك والتصوير والدراما والسينما والثقافة إلى الدراسات الإعلامية الحديثة ليصبح الإعلام شاملاً يعلم المهارات والإبداع والتفكير الحر والبحث العلمى فى إطار تقنى تكنولوجى لا يغفل أهمية اللغة ولا حتمية إتقانها على كافة المستويات, وكذلك ضرورة الإلمام بالثقافات المختلفة والجانب الاجتماعى والسياسى والنفسى للمجتمع المحلى والدولى فهل استعدت كليات الإعلام لهذه الطفرة العلمية؟ وهل تقبل لجان القطاع بالبرامج الجديدة والمفهوم الحديث؟ وهل استعد الأهالى والطلاب لمسميات جديدة وتعليم يعتمد على التدريب والبحث والعلم وتنمية مهارات الإبداع والتفكير؟.. أسئلة فى إجابتها كثير من الحلول وكثير من التغيير والتطوير.. نحتاج إلى ثورة فى التعليم والمحتوى وليس مجرد شراكات ومسميات وادعاء بمواكبة التطور.