عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

لو مات منا اليوم شهيد، فيه ألف غير بيتولد، شدّى حيلك يا بلد، الكلية الحربية مصنع الرجال وعرين الأبطال، هو وصف صادف المعنى والمقصد والهدف، هذا المصنع البشرى يتقدم له كل عام آلاف الشباب وهم يعلمون أنهم مشاريع شهداء، ويتخرجون فيه أبطالًا يدافعون عن تراب الوطن، شعارهم دائمًا النصر أو الشهادة، الصورة لا تكذب ولا تتجمل، فالصورة بألف كلمة، لكن أمام الكلية الحربية ممنوع التصوير، لكن من الممكن أن تشاهد ما يسرك ويشرح صدرك وتطمئن على مستقبل تراب وطنك وحدود أرضك، عندما ترى بأم عينيك آلاف الشباب، الذى فتح أمام أسوار الكلية الحربية من خريجى الثانوية العامة هذا العام يتدفقون إلى الكلية لسحب ملفات التقدم للكليات العسكرية، هدفهم نبيل، شرف الانتماء إلى عرين الأسد، ليس بحثًا عن وظيفة مضمونة بعد دراسة أربع سنوات فمعظمهم تؤهلهم  درجاتهم للالتحاق بكليات القمة، وكل شاب يعلم أنه شهيد على تراب الوطن، واتخذ قراره من تلقاء نفسه ليأخذ مكانه خلف الشهيد الذى أدى دوره ويستبشر بمن يأتون خلفه.

المغزى والمعنى واضح من الطوابير والحشود التى تقف أمام الكلية الحربية من شباب لا يتعدى أعمارهم الثمانية عشر عامًا فى عمر الزهور، فى ريعان الشباب يقفون بالساعات فى الشمس فى عز الحر والرطوبة وكأنهم تحت تكييف مركزى يداعبهم حلم شرف الانتماء إلى المصانع التى يتخرج فيها الرجال.. هؤلاء الشباب هم أمل مصر ونواة لبناء جيل جديد من المقاتلين الذين يأخذون بحق الشهيد، ويدافعون عن تراب الوطن من خلال أنبل مهمة يدافعون فيها عن الشرف والكرامة والعرض.

هؤلاء الشباب استمعوا إلى كلام الرئيس السيسى فى زيارته للكلية الحربية عندما قال للطلاب: «مصر أمانة فى رقبتنا كلنا»، وذكّرهم بمواقف مصر الثابتة من دعم المؤسسات الوطنية للدول، وشدد الرئيس على التدريبات التى تنمّى قدرات ضباط المستقبل وتساعدهم على تنفيذ المهام الموكلة إليهم، لحماية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره ومقدّراته.

طوابير الشباب أمام الكلية الحربية تطمئننا على المستقبل، وتجعلنا نثق أكثر فى الحاضر، وتجعلنا كذلك نفتخر بشباب مصر، وأنهم بخير ويريدون الانضمام إلى خير أجناد الأرض، والدفاع  عن قضايا وطنهم، وفى مقدمتها المعركة الشرسة التى يخوضها بلدهم ضد الإرهاب الذى لن يستطيع أن يجعل مصر تركع، وذلك بفضل الله أولًا ووجود آلاف الشباب الذين يتسابقون إلى الكليات العسكرية لنيل شرف الانتماء إلى المرابطين فى الخطوط الأمامية للدفاع عن مقدرات الوطن.

الكلية الحربية تحولت قبل أسبوع من ظهور نتيجة الثانوية العامة إلى مزار يحج إليه الشباب المصرى الذى يريد أن يوجه رسالة إلى كل العابثين بأن هناك فى مصر رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، هؤلاء الشباب يتعاهدون على أن تراب الوطن أغلى من دمائهم.