كلمة عدل
لا يزال الحديث متواصلًا عن الأسباب الرئيسية فى وقوع المشاكل التى تلحق بالبشر وتسبب الكثير من المصائب والخسائر.. وذكرنا فى الأيام الماضية الكثير من الأسباب، وأبرزها على الإطلاق كان غياب المسئولية وعدم تفعيلها وعدم اهتمام كل مسئول فى موقعه بالمهام المكلف بها.. وهذه هى المسئولية الضائعة وتجاهل تطبيق سياسة أو ثقافة المنع للكارثة أو المصيبة قبل وقوعها. بل إن هناك إجماعًا بالغًا على أن 90٪ من المشاكل وراءها عدم تفعيل المسئولية لدى كل مسئول فى موقعه.
يبقى أن نؤكد على أن خطر الكوارث أشد فتكًا من الإرهاب، بل إن ضحايا المصائب والكوارث التى تقع بسبب الإهمال تفوق بمراحل خسائر الإرهاب سواء كان فى الأرواح أم الممتلكات.. وللأسف الشديد هناك كثيرون يتغافلون عن هذه الحقيقة ولا يعيرونها أى اهتمام.. وهناك إحصائية تم نشرها مؤخرًا فى وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعى، أشارت إلى أن حصيلة كوارث الإهمال وعدم تفعيل المسئولية أو ضياعها تفوق حصيلة الإرهاب الذى تشحذ له كل القوى لاقتلاع جذوره والقضاء على مرتكبيه الذين غابت ضمائرهم.. وكذلك المسئولون الذين لا يقومون بأداء واجبهم ضمائرهم هى الأخرى قد غابت.
بل إن خطر الكوارث أشد فتكًا من الإرهاب، وصحيح أن هذين يحصدان الأرواح ويسبب خسائر فى الممتلكات، إلا أن الكوارث تستفحل والحرب ليست معلنة عليها لوأدها فى مهدها، أما الإرهاب فالجميع يتصدى له وسيتم اقتلاع جذوره والقضاء على مرتكبيه.. وفى مصر الجديدة التى نحلم بها، لا بد أن تكون هناك حرب أشد ضراوة على الإهمال وأصحابه الذين غابت ضمائرهم، لا بد أن يكون هناك تغيير شامل بما يتوافق مع طبيعة المرحلة الجديدة التى نحياها، وهذا التغيير لا بد أن يشعر به المواطنون.. وهو يحتاج إلى ضرورة تفعيل المسئولية، وإشعار كل مسئول بأن هناك رقابة عليه فى كل مقترحاته.. ويوم يشعر المسئول بأن الدولة تراقبه فى أفعاله وتصرفاته، سيتحقق النفع العام وسيجد المرء ضالته التائهة فى الحياة الكريمة.
إذا كانت هناك حرب مهمة على الإرهاب، فلا بد أن تكون هناك حرب أشد ضراوة للتصدى للإهمال وأهله، والقضاء على الفساد بكل صوره وأشكاله التى تنتشر فى كل مواقع المسئولية بالبلاد. هذه الحرب آن أوانها ويجب عدم التراخى فيها وكفى ما مر من عقود زمنية تمكن فيها الإهمال من كل شىء.
(وللحديث بقية)
رئيس حزب الوفد