رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

قلنا أكثر من مرة إنه ليس من حق شركات المحمول أن تعطى أرقام وبيانات المشتركين إلى الشركات المعلنة، فى أى لحظة يرن المحمول، فتاة أو شاب يحييك باسمك، ويعرض عليك سلعته، وتأدباً منك لعدم إحراج الشاب أو الفتاة، تستمع له، وتعده بالتفكير، ويعرض عليك الاتصال مرة أخرى، وتعده أنت بالاتصال فى حالة موافقتك، وتتكرر المكالمات، وتستمع لعروض حالتك الاقتصادية لا تسمع بحال من الأحوال مجرد التفكير فيها، وتضطر بمصارحة المتصل، وتنصحه بالبحث عن شخصيات تسمح ظروفها بالمشاركة.

المضحك أن هذ العروض لا تقف عند الشركات العاملة فى مصر فقط، بل تمتد إلى شركات من البلدان العربية، فقد تلقيت أكثر من مكالمة من شركات فى الإمارات تعرض شقق وفيلات فى أبراج شاهقة، يومها موت من الضحك، وقلت لمندوب الشركة: هو أنا عرف أجيب شقة فى القاهرة لكى أشترى شقة فى برج وفى دبى.

محمولك بعون الله يستقبل هذه المكالمات ابتداء من التاسعة صباحاً وحتى الحادية عشرة مساء، الشركات المعلنة لا تعترف بأوقات الراحة، ولا النوم مبكراً، ولا بتوقيت تناولك وجبة الغذاء أو العشاء، ولا تعترف إن كان صاحب الرقم مريضاً أو منشغلاً فى العمل أو يشق طريقه فى أتوبيس هيئة النقل العام، أو يحاول أن يتنفس فى مترو الأنفاق، أو يقف تحت الشمس ينتظر الميكروباص، أو يقف فى طابور صرف السلع التموينية، أو يحاسب سائق التوك توك.

سبق وكتبنا هنا وطالبنا من رئيس الحكومة والنائب العام التدخل، وإنقاذنا من هذه الإعلانات، وقلنا إنه ليس من حق شركات المحمول أن تبيع بيانات العملاء للمعلنين، ولكن للأسف لم تتوقف هذه الظاهرة.

إذا كان الأمر لابد منه، وأنه لا سبيل لحماية المواطن، نقترح على الحكومة أن ترخص بقانون لشركات المحمول تزويد المعلنين بكشف حالة للمشترك، توضح فيه وضعه الاقتصادى والاجتماعى والجغرافى والبيئى والتعليمى لكى تنتقى منها الشخصيات المناسبة للإعلان، على سبيل المثال تخطر الشركة المعلنة بـ: وظيفة أو مهنة المشترك، ومرتبه، أو حجم معاشه، عدد الأولاد، نوعية الأمراض وتاريخها فى الأسرة، حجم العجز الشهري فى الدخل، عدد الأقساط المتبقية من القروض أو السلع المعمرة، عدد الفواتير المتراكمة عليه لشركات: الكهرباء، المياه، الغاز، الأيام التى يشترى فيها اللحمة من الجمعية، كم فرخة يستهلكها فى السنة، وصف السوق الذى يشترى منه الملابس الداخلية والمنزلية والخروج له ولأولاده، وأسعار الأحذية، والشربات التى يشتريها من الميادين، واسم الحى، والشارع، والحارة، ومساحة الشقة. وللشركة المعلنة أن تفرز صاحب المحمول الذى يصلح لسلعة، وكفانا الله شر الإعلانات.

 

[email protected]