عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

فى ظنى أن أخطر أنواع الرشاوى هو الرشوة الحلال التى يقدمها الحاكم، ورئيس الحكومة، والوزير، والمحافظ، والمدير، ورجل الأعمال، وفى أبسط تعريف لها: هى الرشوة التى تصدر بقانون، وتخضع للوائح والرقابة المالية، وخطورة هذا النوع من الرشاوى لا تقتصر على الراشي والمرتشي وإهدار مال عام، بل لأنه أداة قانونية لإفساد النخب: السياسيين، والإعلاميين، والكتاب، والصحفيين، والمحامين، والأطباء، وأساتذة الجامعة، والفنانين.

الرشوة على نوعين، الأول: المادي، ويتمثل في قبول مبالغ مالية، أو هدايا، والهدية تبدأ من القلم الرصاص وحتى قطعة أرض أو شقة، ومعنوي وهو من أخطر أنواع الرشاوى: ويتمثل فى المداهنة والنفاق، يداهن فيه الراشي المرتشي بالكلام والأوصاف والمميزات التي لا توجد فيه، وهذا النوع منتشر فى كل مؤسسة، وهيئة ووزارة، وفى الإعلام، والصحافة، والقضاء، والشرطة، بين جميع فئات الشعب، يداهن أو ينافق الموظف الصغير رئيسه لكى يقربه منه أو يرفعه في الدرجة.

والمداهنة أو النفاق يضرب بجذوره فى تاريخ البشرية، وينتشر بجميع اللغات، فهو غير مكلف ويعتمد على اللفظ أو حلو الكلام، ويترتب عليه الكثير من المفاسد، حيث يقوم المتلقي للرشوة بتقييم من يعملون معهم بناء على حلو الكلام، أو الدخول تحت لوائه وطوعه، وليس بناء على كفاءة وقدرات الأشخاص، والمضحك أن هؤلاء يقربون ويرفعون فيما بعد بمن هم أضعف منهم، فليس من المعقول أن يرفع من هو أعلى منه كفاءة أو قدرة.

النوع الثاني من الرشوة، هو الرشوة الحلال، التى تصرف بقانون، وتخضع للوائح والرقابة المالية، وهذه النوعية هى التي أفسدت المجتمع والنخب ووسائل الإعلام، يقدم الرشوة: الوزير، والمحافظ، ومدير الشركة، ورئيس الحكومة، ورئيس البنك، وغيرهم من المسئولين، ورؤساء الأحزاب، ويقدمها أيضا الحكام.

وللإنصاف الرشوة الحلال لا تنتشر فى مصر فقط، بل تجدها فى جميع البلدان، الديمقراطية، والديكتاتورية، الغنية، والفقيرة، الاشتراكية والرأسمالية، وقد تكون ظاهرة وآفة فى البلدان غير الديمقراطية.

وهذه النوعية من الرشاوى يقدمها كما سبق وذكرنا المسئول، وتأتى فى صور بدلات: بدل انتقال، بدل اجتماعات، بطل سفر، بدل شرب وأكل، أو تأتى فى صورة إسناد وظائف.

على سبيل المثال يقوم رئيس أحد البنوك بضم بعض الإعلاميين أو الأمنيين لمجلس إدارة البنك، يستعين الوزير أو رئيس شركة ببعض الإعلاميين أو رجال الأمن فى بعض اللجان المتخصصة، مثال أخير: اصطحاب بعض الإعلاميين فى رحلات خارج البلاد، قيام بعض السفراء بدعوة بعض السياسيين والإعلاميين والفنانين والكتاب لدعوات عشاء، وتسفير بعضهم إلى بلاده فى بعض المناسبات.

ما الذى يترتب على هذه العطية أو الرشوة الحلال؟ هل بمقدور من أكل وشرب، وسافر، وقبض، أن ينتقد قرارا خاطئا لهذا المسئول؟ هل لمن سافر ويسعى للسفر، ومن قبض بدل حضور لجان وانتقال، ومن أكل على المائدة الفاخرة، أن يكتب ما قد يحرمه من هذه النعمة الحلال؟

 

[email protected]