عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لوجه الله

عادة لا أحب مناقشة القضايا الخاسرة.. لكن كثيرا ما أجد نفسى مدفوعا دفعا للبحث عن حلول لها.. ربما من باب إبراء الذمة.. أو حتى لا يقول قائل إن أحدا لم يطرح حلولا.

من هذا المنطلق لا يمكن أن نقبل بالصمت أمام أزمة الصحافة فى مصر.. فأزمة الصحافة هى أزمة وطن.. ومستقبلها أيضا مستقبل وطن.. ومن لا يدرك ذلك عليه مراجعة مفاهيمه.

قبل أيام كنت أتصفح إحدى الصحف الأجنبية على الإنترنت.. استوقفنى انفراد بحوار مع إحدى الشخصيات السياسية الهامة.. حاولت متابعة القراءة استوقفنى الموقع.. طالبا منى الدفع لاستكمال القراءة.. أو الاشتراك فى الجريدة.. وجدت نفسى مجبرا على الدفع.. إذا لم ينته دور الصحافة.. وليس حقيقيا أن الجمهور أعرض عن الدفع مقابل قراءة الصحف.. بل هى الصحف التى أعرضت عن تقديم ما يمكن الدفع له.. وهذا يحيلنا إلى أزمة الصحافة الحقيقية.. (المضمون).. فهو أزمة الأزمات وسر ابتعاد القراء عن الصحف.. وإن لم يكن هو كل الحل فهو الجزء الأهم منه.. نعم تعانى الصحافة من حفنة من الأزمات.. اقتصادية وإدارية.. لكن إذا نظرنا إلى الصحف باعتبارها سلعة.. دعونا نسأل ما مقومات هذه السلعة لتخلق طلبا عليها فى السوق؟.. ما الذى تقدمه الصحف المصرية اليوم ليجد القارئ نفسه مدفوعا للدفع لها؟.. وهل تركز الصحف اهتمامها على مخاطبة القارئ وتلبية اهتماماته؟.. وهل يهتم القارئ فعليا بأخبار شاهدها قبل يوم أو يومين.. أو بأخبار العلاقات العامة والمجاملات والترحيب وزيارة المسئولين لأماكن عملهم، وتأدية واجباتهم الروتينية؟

إذا هى أزمة مهنية بالدرجة الأولى.. مكمنها عدم القدرة على التعرف على احتياجات القارئ الفعلية.. ومن يقول إن الجمهور أعرض عن شراء الصحف.. نقول لا يوجد فى علم التسويق سلعة لا يمكن بيعها.. ومن يتعلل بالتغيرات والتطور التقنى وفقد السبق الصحفى - وحديثى عن الصحف بكل وسائطها مطبوعة وإليكترونية-.. نقول ومتى كانت آخر محاولة جادة للتطوير ومواكبة تلك التغيرات؟.. فللأسف كثيرون لا يعرفون عن التطوير إلا تغيير «ماكت» أو لون الجريدة.. وآخرون لا يرون فيه إلا التحول للصحافة الهجومية والمشاكسة.. والواقع أن تطوير الصحف لاستعادة دورها ومصداقيتها.. يبتعد كثيرا عن هاتين الرؤيتين القاصرتين.. وقبل أن نلوم الظروف وأسعار الأوراق والأحبار.. علينا أن نسأل أنفسنا ما الذى قدمناه للقارئ قبل أن ينصرف عنا.. وهل حاولنا يوما إقناعه بأن لدينا ما ليس لدي الوسائط الأخرى.. الأمر يطول شرحه.. والحلول التحريرية والاقتصادية والإدارية متاحة.. فقط لا يغيب إلا الإرادة والقدرة على الابتكار والخروج من عباءة التقليدية.. فهل من مجيب؟!.. ألم أقل إنى لا أحب التحدث فى القضايا الخاسرة!