رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هدهد

الواحد خلاص حيبيع هدومه «جمله دائما ما نرددها اذا تحدثنا عن غلاء المعيشة وكثرة الالتزامات.. ولكن فى حقيقة الأمر لا يمكن أن نتوقع حدوثها مهما بلغ الأمر .. ولكنها حدثت بالفعل.

عندما  يصل  الحال  بامرأة  مصرية  ان تبيع هدومها من أجل ان تشترى "عيش حاف".. وتسد رمق صغيرها الذى لا يكف عن البكاء من شده الجوع، فنحن امام ازمة حقيقية تنذر  بوقوع كارثة مستقبلية..

فوجئ سكان شارع مصر حلوان الزراعى الموازى لكورنيش النيل بمنطقة طرة بسيدة ثلاثينية معها صغيرها لا يتعدى ثلاث سنوات استغلت وجود أربعة اعمدة خشبية منتصبة على شكل مربع بالجزيرة الوسطى للشارع وقامت بوضع مظلة من الخوص المتهالك لتحميها من لهيب الشمس،  ثم كست الارض بحصيرة بسيطة، وأحضرت حبلا سميكا وربطته حول الأعمدة الخشبية ثم أخرجت من شنطة سوداء تشبه شنط القمامة شماعات وملابس رثة مستعملة، وبدأت فى تعليق كل قطعة على شماعة ووضعها على الحبل داخل ذلك المربع وضعت منضدة خشبية صغيرة وكرسى صغير، وجلست تنتظر فرج ربنا فى بيع قطعة أو اثنتين ..

اقتربت منها  ودار بيننا هذا الحوار:

السلام عليكم.

وعليكم السلام..

اسمك ايه؟

.. هدير

بتعملى ايه هنا؟

زى مانتى شايفة.. ببيع هدوم.

بس دا مكان مش للبيع .

اعمل ايه مش معايا فلوس لتأجير مكان حتى داخل السوق ..

الملابس دى مستعملة طبعا

ايوه ..

جبتيها منين؟

..ناس كانت بتعطف على وتمنحها لى على سبيل المساعدة

طيب فى ناس ممكن تشترى هذه الملابس؟

..اكيد طبعا فى ناس مش لاقية اللقمة وانا أولهم..

ايه اللى دفعك للخطوة دى؟

احنا من أسرة على باب الله، تزوجت رجلا وانفصلنا وابنى لا يتعدى عاما، وعدت لبيت امى التى تلهث التراب ووالدى المريض، وزوجى لم اعرف مكانه ولم ينفق على.. لا وانا على ذمته ولا بعد الانفصال، وعشان مفيش حد بيشيل حد ولا بيستحمله، بحثت عن عمل فلم اجد وكان عائقى الوحيد فى عدم الفرصة ابنى فكل مكان عمل يرفض وجوده معى حتى العمل فى المنازل، وكاد ابنى يموت من شدة الجوع فقررت ابيع هدومى لأسد جوعه.

الجلابية بكام؟

٣٠ جنيه

والجاكت ب٦٠.

ألا تخشي من اعتراض السكان أو الحى على وجودك هنا؟

اعمل ايه بس سبيها على الله.

ممكن اصورك عسى أن نجد قلوبا رحيمة تساعدك؟

لا ارجوكى ..حيبقى فقر وغلب وفضيحة كمان ..هو انا ناقصة

تركتها ونعلم جيدا أن هناك الف هدير فى مصر بنفس الحال والبؤس، فكرت فى بيع ملابسها الرثة التى تم حياكتها عشرات المرات لتبيعها لناس لا تقل عنهم فقرا وحاجة وضيقا.

الهدهد.. يستغيث بأهل الخير، بأصحاب القلوب الرحيمة، برجال أعمال أو أناس بوسعهم تقديم المساعدة لكل من ضاقت عليه الحياة  والأرض بما رحبت، أسوة بما فعله شباب زى الورد فكروا ونفذوا فكرة ثلاجة الخير وتاكسى الخير بهدف مساعدة غير القادرين، بأكلة حلوة او توصيلة مجانا ..أن يتكاتفوا لا من أجل حالة هدير وحدها ولكن لبث السعادة وادخال الفرحة لكل القلوب التى  انهكها الحوجة ونزفت فقرا وجوعا وقلة حيلة..

والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون اخيه

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

[email protected]