رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

فى مقالنا السابق تناولنا قيام اتحاد اذاعات الدول العربية، ومديره العام المهندس عبدالرحيم سليمان بتكريم مجموعة من الاعلاميين العرب كان بينهم كوكبة من الاعلاميين المصريين الذين لعبوا أدوارًا هامة فى مسيرة هذا الاتحاد، وبينهم كاتب هذا المقال. وقد اوردنا اسماء الاعلاميين المصريين الذين شملهم التكريم، الا ان اسم الزميل الاذاعى عبدالرحمن رشاد رئيس الاذاعة الأسبق سقط سهوا من ذلك المقال فعذرا. ويتخذ اتحاد اذاعات الدول العربية المعروف اختصارا باسم (الاسبو) الآن من دولة تونس الشقيقة مقرا دائما له، بعد ان كانت القاهرة مقره الدائم. وقد جرى نقل الاتحاد من القاهرة إلى تونس مع نقل الجامعة العربية من القاهرة ضمن هوجة الاحتجاجات العربية على توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل. وقد استمر بقاء الجامعة العربية فى العاصمة التونسية من عام ١٩٧٩ إلى عام ١٩٩٠ حين تقرر اعادتها إلى القاهرة مع بقاء (الاسبو) التابع لها فى تونس، ومنذ ذلك الحين يقوم هذا الاتحاد بممارسة انشطته من مقره الدائم الذى يشرف ايضا على مكتب الاتصال التابع له فى القاهرة ومركز تبادل البرامج والاخبار الموجود فى العاصمة الجزائرية ومركز التدريب الاذاعى الموجود فى دمشق والذى تعثرت انشطته بسبب الأوضاع السائدة فى سوريا، وقد استعاض عنها الاتحاد الآن بأكاديمية التدريب الاعلامى المزودة بأحدث الاجهزة والمعدات الرقمية وتقع فى تونس وتوفر تدريبا راقيا لكل الهيئات الأعضاء فى المجالين البرامجى والهندسى.

عقب وصولنا إلى العاصمة التونسية وقبل ان ننخرط فى انشطة المهرجان الذى دعينا إلى حضوره، روعنا بحادث تفجيرات ارهابية من التى ابتلينا بها فى العالم العربى. ومثلما هو الحال فى مصرنا الحبيبة كان رد فعل الاخوة التونسيين غاية فى الثبات والقوة. فعلى الرغم من ان التفجيرات وقعت فى شارع الحبيب بورقيبة اهم شوارع العاصمة، فإن الحياة سرعان ما عادت إلى طبيعتها. ونقلت عدسات التليفزيون وموجات الأثير ردود افعال المواطنين الذين عبروا عن رفضهم الكامل لهذه الأعمال التخريبية وعن ايمانهم التام بأن هذه الأعمال الإرهابية لن تخيف احدا وأن مرتكبيها لن يحققوا أيا من أهدافهم وأن نهاية الإرهاب إلى زوال.

وإلى جانب محاولات التخريب العبثية ظهرت كالمعتاد الشائعات. ولكن الشائعة التى انطلقت فى تونس كانت من العيار الثقيل، حيث انها تداولت انباء كاذبة عن وفاة الرئيس التونسى السبسى. وقد تسببت هذه الشائعة فى كثير من الازعاج لمسئولى (الاسبو) الذين كانوا يعدون احتفالات فنية وموسيقية فى مناسبة مرور خمسين عاما على انشاء الاتحاد. ولم يرتح هؤلاء المسئولون الا بعد ان اصدرت الرئاسة التونسية بيانا ينفى هذه الشائعة ويؤكد ان حالة الرئيس فى تحسن مستمر. وكان تناول الاعلام التونسى الرسمى لهذه الواقعة غاية فى الرقى والاحترافية، الامر الذى يؤكد انه لا غنى عن هيئات الاذاعة والتلفزة الرسمية لضبط ايقاع الاعلام فى اى دولة من الدول.

ومضت ايام احتفالات (الاسبو) الموسيقية بسلاسة كما كان مقدرا لها، وكانت مفاجأة الافتتاح عزف موسيقى مسلسل رأفت الهجان للكاتب صالح مرسى وموسيقى عمار الشريعى واخراج يحيى العلمى، وبعدها عزفت موسيقى مسلسل ليالى الحلمية للمبدع أسامة أنور عكاشة وموسيقى ميشيل المصرى واشعار سيد حجاب واخراج اسماعيل عبدالحافظ. كانت جرعة العواطف اكبر من ان يحتملها المصريون الحاضرون فترغرغت العيون وفاض دمع بعضها من اثر الحنين، إلى الماضى، وإلى الفن الجميل.