رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

الخسارة التى حدثت لمنتخب مصر فى البطولة الافريقية كانت متوقعة. لولا عناية الله، لكنا قد خرجنا من الادوار الاولى، فقد كان لدينا شعور بان الفريق حالته لا تبشر، المدرب والمعلقون جميعهم كانوا يشيرون إلى ضعف الفريق وعدم مقدرته على المنافسة. فلا يمكن - بصراحة - لفريق ان يعتمد على لاعب او لاعبين لكى يفوز ببطولة دولية مثل هذه البطولة، فالفرق الافريقية المنافسة كانت اكثر منا لياقة بدنية وسرعة وقدرة على التهديف.

فالحق يقال، إن الفرق الأفريقية المشاركة فى البطولة كانت كاملة متكاملة من كل النواحى، اما فريقنا القومى - ومع الأسف الشديد - لم يكن له تواجد فى الملعب او خطة ملموسة. كل الاهداف التى سجلها الفريق كانت محاولات فردية من بعض اللاعبين. ولا أريد أن أذكرك عزيزى القارئ، فان مصر كان ترتيبها الأخير فى مسابقة كأس العالم الماضية، وبصراحة فإنى أحمد الله على خروجنا من دور الــ16 بهذه النتيجة المخزية، والتى ما كانت لتتحقق لولا رعاية الله وتوفيق حارس المرمى اللاعب الفذ محمد الشناوى.

ولا يفوتنى – بهذه المناسبة - ان اشيد بالدور العظيم الذى لعبته مصر فى تنظيم تلك البطولة، فقد استطاعت مصر - خلال أربعة اشهر فقط - ان تكون على مستوى الحدث من الناحية التنظيمية، سواء من ناحية تجهيز الملاعب التى ستقام عليها المباريات، ام من ناحية الاعداد والتنظيم الذى ظهر فى حفل الافتتاح الاسطورى الذى استطاع ان يعكس من خلاله حضارة مصر ودول القارة السمراء عبر التاريخ.

واخيرا، ارجو ان تكون خسارة منتخبنا القومى فى هذه البطولة درسا، لكى نهتم بشبابنا الصاعد، وأن نعمل على إعداد فريق فى المستقبل على درجة عالية من التدريب واللياقة البدنية.

لم يعجبنى ما حدث فى الأسبوع الماضى، خلال الحملة الإعلانية تمهيدا للزيادة المرتقبة فى المواد البترولية ومشتقاته، فقد حاولت الأجهزة الحكومية التى تولت تلك الحملة ان تدخل فى عقيدة العامة أن الأثرياء وحدهم الذين يستغلون الدعم المقرر على المحروقات عن طريق البنزين الذى يستخدمونه لسياراتهم، فقد استمرت هذه الإعلانات حوالى أسبوعين تقنع الشعب بأن الأغنياء وحدهم الذين يحصلون على الدعم، فى حين أن الفقراء هم المستحقون الحقيقيون له.

هذا الكلام مرفوض شكلا وموضوعا، لأنه يثير الفقراء على الاغنياء من ناحية، ومن ناحية أخرى فان البترول ومشتقاته قد زادت بدءا بالسولار والمازوت والغاز الطبيعى، كل المحروقات بلا استثناء، وهذه الزيادة سيترتب عليها بالضرورة زيادة فى كافة مناحى الحياة بما فى ذلك الطعام سواء الخضراوات أم الفواكه أم اللحوم. وبالتالى، كان على الحكومة فى الحملة الإعلانية التى تبنتها للتمهيد للزيادة المرتقبة للمواد البترولية ان توضح الاسباب الحقيقة وراء تلك الزيادة، وتأثيرها على الغنى والفقير على السواء، حتى لا تكون هناك غصة فى نفوس الفقراء تجاه الأغنياء، وان تبين للشعب ان المصريين جميعا يدفعون ضريبة الإصلاح الاقتصادى.

منطق الرفض الذى تنتهجه السلطة الفلسطينية فى اى محادثات تعرض من أجل حل القضية الفلسطينية، هذا المبدأ فى تقديرى خاطئ للغاية. لقد ظل الفلسطينيون والعرب جميعا يرفضون كافة المبادرات التى تم عرضها لحل القضية الفلسطينية، منذ عام 1947 مرورا بعهد الزعيم الراحل انور السادات الذى دعا الفلسطينيين والعرب للمشاركة فى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وكانت النتيجة ان استردت مصر كافة أراضيها المحتلة، ومع الأسف الشديد ظل الوضع على ما هو عليه فى باقى الأراضى العربية الأخرى. بل إن الأمر ازداد تعقيدا، بعد انشاء المستوطنات على أغلب الأراضى المحتلة بما جعل استردادها شبه مستحيل.

لقد دعت دولة البحرين القادة العرب بما فيهم السلطة الفلسطينية لمناقشة ما يعرف بصفقة القرن، وحضرت كل الدول العربية إلا الفلسطينيين. موقف الرفض هذا لن يأتى بفائدة. لقد كان على السلطة الفلسطينية حضور المناقشات حتى تتمكن من الحصول على اى مكاسب ممكنة، انما ان ترفض الحضور فهذا أمر غير حكيم. لقد أصبحت كافة دول العالم - مع مرور الوقت - حليفا لإسرائيل، خاصة بعد الاحداث المؤسفة التى اقترفها المسلمون المتطرفون، سواء القتل أم الحرق ام ترويع الآمنين، كل هذه الامور جعلت الدول الغربية تكره الاسلام عامة والعرب بصفة خاصة، وأصبحوا يفضلون إسرائيل باعتبارها الكيان الذى يمكنه السيطرة على منطقة الشرق الاوسط مستقبلا.

فى تقديرى، أن الحلم الوردى الذى ينشده الفلسطينيون، لن يتحقق بعد مرور سبعين عاما على وجود دولة إسرائيل، كل ما أتمناه لإخواننا الفلسطينيين أن يعودوا لصوابهم ويحاولوا التفاوض على بقاء دولة فلسطين وان يقبلوا بالأمر الواقع، حتى وان كانت الحقيقة مؤلمة ومؤسفة.

وتحيا مصر.