رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط احمر

ما تمارسه تركيا هذه الأيام فى ليبيا، يكشف الكثير من زيف الكلام فى المجتمع الدولى، عن الوقوف ضد التطرف والعنف، وعن مقاومة الإرهاب، وملاحقته، ومطاردته. 

وما يقوم به الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على الأراضى الليبية، ليس جديدًا فى حقيقة الأمر، ولكنه قديم نسبيًا ويعود إلى عام ٢٠١١ بالتحديد، عندما سقط نظام العقيد القذافى، وعندما كان أردوغان يحرض وقتها ويدفع فى اتجاه إسقاط ذلك النظام. 

غير أن عبثه هذه الأيام بمقدرات البلد وبمستقبله قد فاق الحد، ولم يعد يتوقف عند حدود التعاطف مع حكومة فايز السراج، التى توصف دائمًا بأنها حكومة الوفاق الوطنى. 

ولا يستطيع المتابع لما يجرى هناك منذ تشكلت هذه الحكومة، وفق ما يُعرف باتفاق الصخيرات المغربى، أن يفهم كيف يمكن أن تكون الحكومة حكومة وفاق وطنى، ثم لا تحظى بالحد الأدنى من الوفاق بين الليبيين فى عمومهم.. ولا نقول تحظى بإجماعهم طبعًا.. ولكن ليس أقل من الوفاق لا الشقاق بين مواطنى البلد الواحد كما هو حاصل، وقائم، ودائم.

وهى توصف أيضًا بأنها حكومة تحظى باعتراف المجتمع الدولى.. ولذلك، فالسؤال هنا كالتالى: أى مجتمع دولى هذا الذى يعترف بحكومة لا تستطيع الخروج من عاصمة بلادها التى تختبئ بها فى أقصى الغرب من ليبيا؟!.. وأى مجتمع دولى هذا الذى يعترف بحكومة تحمى الميليشيات فى العاصمة وتحتمى بها؟!.. وأى مجتمع دولى هذا الذى يقف إلى جوار حكومة تحارب جيش البلاد وتعبئ الناس ضده، وتضع السلاح فى أيدى ميليشياتها لتطلق الرصاص على أفراد الجيش وقواته. 

هذا ما تقوم به حكومة السراج، علنًا وعلى الملأ، ومع ذلك لا تأتى سيرتها فى وسائل الإعلام إلا ويقال عنها إنها حكومة الوفاق الوطنى التى تحظى باعتراف المجتمع الدولى. 

وعندما قرر الجيش الوطنى بقيادة المشير خليفة حفتر، تطهير مناطق متفرقة فى ليبيا من الميليشيات، ومن عناصر الإرهاب، ومن الخارجين على الدولة الوطنية، وقفت حكومة الوفاق الوطنى فى طريقه، ورفعت عليه السلاح، وقتلت جنودًا من بين أفراده. 

وحين أسقط الجيش طائرة بدون طيار أطلقتها عليه حكومة السراج، تبين أنها طائرة تركية أمدت بها تركيا الحكومة الخارجة على جيش البلاد. 

وقبل أيام كان السراج يزور أنقرة، ويلتقى أردوغان، ويطلب سلاحًا يحارب به جيش بلده، وكان المجتمع الدولى يمنح هذه الحكومة اعترافه، ويصفها بأنها حكومة الوفاق الليبى، بل ويحظر بقرار من مجلس الأمن، حصول الجيش على السلاح الذى يحتاجه لتأمين حدود البلد وإعادة استقراره إليه. 

كان هذا هو المجتمع الدولى، وكان هذا هو ما يفعله، وكانت هذه هى الحكومة التى ترضى عنه ويرضى عنها.. فيا لها من حكومة.. ويا له من مجتمع!