رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هموم وطن

كعادتى أخرج من قريتى مزغونة التابعة لمركز البدرشين متجهًا إلى عملى اليومى فى جريدة الوفد بشارع بولس حنا بالدقى، وأبدأ رحلة من الحيطة والحذر والترقب والخوف أثناء قيادتى للسيارة بخبرتى ونصائح من معى من أهل قريتى أو القرى المجاورة ممن تصادف وجودهم فى طريقى بسبب أزمة المواصلات اليومية والخانقة التى لا تنقطع على مدار العام، والحيطة والحذر فى هذه الرحلة المتمثلة فى عدد المطبات واعوجاج الطريق وانبعاجه بداية من خروجى من المنزل وحتى وصولى إلى المنيب.

ولكى أكون محايدًا وموضوعيًا ما بعد مدينة البدرشين من حفر ومطبات على جانبى الطريق ذهابًا وإيابًا بسبب توصيل الغاز الطبيعى لسكان المدينة فقط ولهم الحق أن يصبروا على سوء الطريق وحفره ومطباته لأنهم سينعمون بالغاز، وهذه بداية الغيرة يا سيادة اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة ولكن ما هو الشىء الذى يدعونا أن نصبر على سوء الطريق ونحن مثل الحمير ولا مؤاخذة التى تحمل العنب، فخطوط الغاز الطبيعى تخترق قرى البدرشين بداية من سقارة والشنباب ومنشأة دهشور وأبورجوان والشوبك الغربى لوجود أكبر شركة لإنتاج الغاز فى منشأة دهشور ولكن ليس من حق هذه القرى الاستفادة من توصيل الغاز ولكن عليها أن تتحمل انفجار ماسورة الغاز الرئيسية أكثر من مرة وتعريض المنطقة بأكملها للخطر.

المهم سأكمل رحلتى فى طريق تحول إلى سيرك تتزعمه سيارات نقل تقيل تتدلى حمولتها لتسقط فوق الرؤوس والسيارات وتركت بصماتها على الطريق بعد أن غاصت الإطارات بمسافة تصل إلى ٣٠ سم جعلت من الطريق مستويين السير فى أحدهما أو كلاهما أخطر.

من الآخر وعليك أنت ومن معك فى السيارة أن تنتبه لجميع المطبات وأنواعها قبل القدوم عليها بمسافة لا تقل عن نصف كيلو متر ونتشاور معًا هل يحتاج المطب القادم نزول من معى من الضيوف لأن لا مؤاخذة السيارة «واطية حبتين» أى قريبة من الأرض حتى لا تضيع العفشة، أم يتطلب الأمر الصعود للمطب الأسمنتى بحرفية وبزاوية ٤٥ سم والاتجاه يمينًا أو يسارًا وعليك أن تراقب السيارات القادمة من الخلف حتى لا تتعرض لصدام يعكر صفو الرحلة، والمتعة فى هذه الرحلة أن الجميع لا يكف عن النصائح على طريق خلى بالك عربية نقل ثقيل بدون لوحات تسير بطريقة جنونية خلفنا حاول إفساح الطريق لها والسائق شاب صغير ويبدو أنه لا يحمل رخصة قيادة وتبدو عليه علامات الإدمان، وما إن ننجوا من هذه إلا وتجد نصيحة أخرى.. فى سيارة تقف بجانب الطريق تسببت فى مقتل معظم ركاب سيارة ميكروباص منذ عدة أيام.. نصيحة قادمة من الخلف.. سيارة نقل محملة بالطوب تسير فى الاتجاه المعاكس تقترب منا وهذه السيارات لا توجد بها فرامل كافية لإيقافها بهذه الحمولة.. وبعد أن نحمد الله على سلامة الوصول إلى مدينة الجيزة والدقى مقر عملى فى غضون ساعتين تتملكنى الغيرة وقليلًا من الحقد الطبقى، حيث أجد رجال حى الدقى يبذلون ما فى وسعهم لإزالة البلاط الفرعونى بشارع بولس حنا والذى لا توجد به شائبة وأجد بلوكات أخرى من الطوب الفرعونى المغلف بالبلاستيك تحل محل السابقة وتزين بطبقة أسفلت انسيابية مثل الحرير تجعلنى أسير بمتعة لمدة دقيقتين يسبقهما ساعتين من العذاب وفى كل مرة أشعر بالغيرة والانهزامية بسبب ازدواجية المحافظ الحالى ومن سبقوه واعتلوا هذا الكرسى من قبله وأظل فى وصلة من الوساوس والأهازيج إلى أن تحين رحلة العودة من طريق المريوطية.