رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أتطرق فى مقالى هذا عن مفهوم كليات القمة بين الوهم والحقيقة بعدما استمعت إلى المداخلة الهاتفية الهامة لسعادة أمين عام اتحاد الجامعات العربية ووزير التعليم العالى الأسبق ا. د.عمرو عزت سلامة خلال شبكة قنوات dmc والتى أوضح فيها لامنطقية مسمى كليات القمة فى ضوء المتغيرات الحالية والمستجدات العالمية فى التخصصات المستقبلية، وعلى الدولة أن تلعب دورًا محوريًا فى التوعية والتثقيف، ولاسيما توعية الأجيال القديمة التى تربى وتغذى الأفكار فى عقول الأبناء، وكذلك وسائل الإعلام يجب أن تبرز أهمية التخصصات الجديدة وارتباطها بالوظائف المتاحة وسوق العمل الحديث الذى يعتمد على معايير مختلفة تمامًا عما سبق من فترات ماضية، ومن هذه المقدمة أنتقل إلى التفاصيل حيث إننى أتفق تمامًا مع وجهة نظر ا. د.عمرو سلامة فيما يخص المفهوم الخاطئ لكليات القمة فمثلًا إذا نظرنا إلى التوقيت الحالى حيث يترقب طلاب وأولياء الأمور انتهاء امتحانات الثانوية العامة وظهور النتيجة، وبمجرد ظهورها ترى تدخل أولياء الأمور فى اختيار الكلية الخاصة بالأبناء وسماع العديد من الاقتراحات خاصة لو كان المجموع كبيرًا فلو القسم علمى فاتجاههم ينطلق نحو الطب والصيدلة والهندسة، أما القسم الأدبى فتجد من يقترح ضرورة الالتحاق باقتصاد وعلوم سياسة أو كلية الإعلام وكليات محددة غير مكترثين لرغبة الطالب فى الدخول لكلية يُفضلها ويتفوق بها، ومن هنا نسأل أنفسنا ما هو التخصص وما هو سوق العمل؟ فالتخصص يعتبر اتفاقًا داخل المجتمع أو منظمة أو مجموعة أكبر حيث يتحمل كل عضو من الأعضاء الأكثر ملاءمة لنشاط معين المسئولية عن تنفيذه بنجاح، وعلى الجانب الآخر يعرّف سوق العمل على أنّه سوق افتراضى، كما أنّه نوع من أنواع الأسواق الاقتصاديّة حيث يجتمع فيه كل من الأشخاص الذين يبحثون عن وظائف مناسبة بالإضافة إلى أصحاب هذه الوظائف من أصحاب الشركات والمؤسسات المختلفة ويعتبر هذا السوق حلقة وصل بين كل الأشخاص المرتبطين ارتباطًا مباشرًا بالعمل، ولا يفوتنا أنه يشهد العالم اليوم عصرًا متغيّرًا فى جميع القطاعات بما فى ذلك قطاع العمل، حيث ستؤدّى الإنجازات الملموسة فى مجال التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعى والتعليم الآلى والروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها إلى إحداث تحويل جذرى فى سوق العمل، وبحلول عام 2020 وطبقًا للدراسات العلمية الحديثة سيختفى ما يقارب 5 ملايين وظيفة لتحلّ محلها وظائف أخرى وعلى المستوى الفردى عادة ما يأتى التخصص على شكل تخصص مهنى أو وظيفى لكل عضو فى مؤسسة أو منظمة ما وعلى سبيل المثال فكل إنسان مجموعة فريدة من المواهب والقدرات والمهارات والاهتمامات التى تجعله قادر على أداء مجموعة من المهام ويستغل تخصص العمل هذه المواهب الفريدة ويضع الأشخاص فى الأماكن التى يؤدون فيها أفضل أداء، وبناءً على ما ذكرته فيما سبق من كلمات فإننا نستطيع فهم معنى التخصص الأكاديمى أو المجال الأكاديمى كفرع من المعرفة ويشمل الخبرة والأشخاص والمشاريع والمجتمعات والتحديات والدراسات والتحقيق ومجالات البحث التى ترتبط بقوة بهذا الفرع ومن أمثلة المشاريع المستقبلية الجديدة نجد أنه مع ازدياد عدد الشركات التى تركز على التقليل من النسخ الورقية أو الكربونية والعمل وذلك ضمن الجهود العالمية لبناء مستقبل صديق للبيئة يقلل من استهلاك الطاقة حدثت مؤخرًا طفرة فى المهن التى تهتم بالبيئة مثل التخطيط الحضرى للمدن الذكية حيث يتوجب على مخططى المدن والمعماريين أن يراعوا فى وقتنا الراهن ليس فقط تدفق حركة المرور فحسب بل عليهم أن يراعوا نوع حركة المرور التى تعيق حركة شوارعنا (أو سمائنا) بعد 20 أو 30 سنة قادمة، لذلك وفى الختام فإننى أرى احتمالية أن لن يكون هناك مفهوم كليات قمة فى الأيام القادمة، حيث إنها لن تكون مستهدفة وموجودة بعد 10 سنوات تقريبًا والمجتمع سوف يكون بحاجة للذكاء الاصطناعى وليس كليات القمة بناءً على المعطيات والمؤشرات المتاحة لنا فى وقتنا الحالى.

 

[email protected]