رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

نحن فى موقف لا نحسد عليه، مشاعرنا موزعة بين من ينطقون العربية، وبين من يجاورونا فى القارة الإفريقية، إلى أى قومية سننحاز عند الأزمات والتحديات؟، هل سنصطف خلف من يشاركوننا اللغة والديانة والثقافة ولون البشرة أم سنساند من تربطنا بهم صلة الجيرة والمصالح الاقتصادية؟

هذه الأسئلة تطرحها القمتان، السياسية فى النيجر، والكروية فى القاهرة، لمن ستنحاز الجماهير المصرية خلال مباراة بين فريق إفريقى عربى، وفريق إفريقى غير عربي؟

 الرئيس يحاول فى النيجر (إسلامية-الفرنسية) توثيق العلاقات بين بلدان القارة، وفتح أسواق مشتركة، والاصطفاف لمحاربة الإرهاب، واعادة مصر إلى حضنها القارى الإفريقى، فقد ربطت الجغرافيا بين 55 دولة، تنوعت لغة شعوبها تبعا للاحتلال، بعضها تحدث الفرنسية (21 دولة)، وبعضها الإنجليزية (25 دولة)، وبعضها البرتغالية(8 دول)، وبعضها الإسبانية (دولة واحدة)، وبعضها اللغة المحلية: العربية (13 دولة)، السواحلية (3 دول)، 45% دولة من بلدان القارة يعتنقون الديانة الإسلامية، و40% الديانة المسيحية، و15% ديانات محلية، فى القمة الكروية المقامة فى القاهرة يحتدم الصراع بين فرق بعض بلدان القارة، على المساحة الخضراء يحاول كل فريق الفوز بالمباراة، والعودة بالكأس ولقب زعامة القارة كرويا بعيدا عن اختلاف أو اشتراك: اللغة، والديانة، ولون البشرة، والثقافة، دون التوقف أمام حالة البلد: الاقتصادية، أو الديمقراطية، ودون النظر إلى مساحة: الحريات، وحقوق الإنسان، وآلية التعددية، المنافسة على أشدها بين من يتحدثون الإنجليزية، والفرنسية، والعربية،والملغاشية، بين من يعتنقون: المسيحية، والإسلام، والديانات المحلية، كل منها يحاول الفوز بزعامة القارة كرويا.

الجماهير تتجاوز المهارة والفنيات والأداء الجيد، ويغرق أغلبها فى: لون البشرة، واللغة، والديانة، والثقافة، عندما يتنافس فريقين أحدهما يتحدث العربية والآخر الفرنسية او الإنجليزية تنقسم الجماهير وتصطف حسب لون البشرة، اللون يعد رمزاً للغة والثقافة.

الجماهير المصرية فى موقف صعب وشائك، هل ستنحاز للغة والديانة أم ستشجع الفنيات والمهارات والأداء الجيد؟، إذا شجعت الجماهير الفنيات والأداء اتهموا بكراهيتهم وحقدهم على العرب، وإذا انحازت للغة اتهمت بالعنصرية والانحياز لأبناء البشرة البيضاء، وتوجه بعض وسائل الاعلام انتقادات حادة للمصريين، حول النوايا والمصداقية والخطط التى تدعوا إلى الإخوة، والوحدة، والسوق المشترك بين أبناء القارة.

الموقف صعب، هل سننجح فى الاختبار، أم سنقع فى فخ القومية والأثنية؟، هل سنعمل بالقومية الجغرافية التى ترتبط بالمصالح الاقتصادية والسياسية أم بالقومية الضيقة الخاصة باللغة والديانة والثقافة ولون البشرة؟

 

[email protected]