رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

على عكس ما يحدث في بلدان «الربيع العربي» منذ سنوات، اختفى الإعلام «الغربي والعربي» تمامًا، خلال الأيام الماضية، عن مشهد المواجهات الدامية التي تعيشها «إسرائيل»، بعد مقتل شاب من يهود الفلاشا!

الأحداث الملتهبة وضعت الجميع في مأزق.. الكل يراقب بحذر وصمت، واتفاق ضمني على عدم إذاعة أو نشر ما يحدث.. ربما خوفًا من النفوذ القوي للدولة العبرية، التي قد تلاحقهم بتهمة معاداة السامية!

الأمر يبدو محيرًا عندما نطرح سؤالًا منطقيًا: لماذا يصمتُ الجميع، ولِمَ يغيب الإعلام ويتغافل «عمدًا» عن تلك المشاهد العنصرية ضد العرب والمسلمين والمسيحيين واليهود في فلسطين المحتلة على حدٍ سواء؟

نعتقد أن مستوى التدهور الأمني الحاصل في «إسرائيل» وهشاشة الأوضاع الداخلية، ربما ينذران بربيع عبري قادم، قد يطيح بأحلام الصهاينة، وتلاشي الأسطورة «المزعومة والمكذوبة» التي ترسخت في أذهان العالم على مدى عقود!

خلال ستة أشهر فقط، تندلع احتجاجات واسعة في صفوف اليهود الإثيوبيين على خلفية وحشية الشرطة «الإسرائيلية» المفرطة.. الأولى على خلفية قتل شاب يدعى يهودا بايدجا، نهاية يناير الماضي، والثانية قبل أيام إثر مقتل سولومون تاكا، البالغ من العمر 18 عامًا!

على مدى سبعة عقود كاملة، فشلت خطط جميع قادة الكيان الصهيوني، بدءًا من خطة بن جوريون «بوتقة الصهر» في العام 1950، لإيجاد مجتمع يهودي جديد متجانس، بعد هجرة يهود من خلفيات ثقافية متباينة «شرقية وغربية».

لكن، سرعان ما فشلت خطة بن جوريون سريعًا، بسبب النظرة الاستعلائية والسلوك العنصري للطبقة الحاكمة البيضاء تجاه اليهود الملونين، وبدت الفروق الواضحة بين النخب الأشكنازية «ذوي الأصول الأوروبية»، والمهاجرين الشرقيين «السفارديم»!

لعل صعوبة رسوخ هذا الكيان الغاصب، تكمن في تزايد  التهميش والإقصاء والتمييز العنصري، والفجوات الضخمة بين اليهود أنفسهم ـ بحسب الموطن الأصلي والعِرق ـ سواء أكان في سوق العمل أم التعليم والحقوق أو العلاج، ما يجعل «وحدة» هذا المجتمع الهجين أمرًا صعب المنال!

إن موجة الغضب الحاصلة الآن في «إسرائيل»، لن تكون الأخيرة، في ظل استمرار أكذوبة «الاستقدام» للعيش في «الجنة الموعودة» بدولة «الاحتلال».. ورغم الواقع الهش الذي نعتبره «أوهن من بيت العنكبوت»، فإن ما حدث ويحدث في داخل الكيان الصهيوني، لن تجرؤ أي وسيلة إعلامية على نشره!

منذ العام 2011، وأصوات الغرب تتعالى- بدءًا من أمريكا، ومرورًا بأوروبا، وليس انتهاءً بمنظمات دولية على غرار «العفو الدولية»، و«فريدوم هاوس»، و«هيومن رايتس ووتش»- لاحترام حقوق الإنسان العربي، وتنديدًا بالممارسات القمعية ضد المتظاهرين.. أما في «إسرائيل» فالجُبن سيد الأخلاق!

على مدى أيام، تابعنا كثيرًا من وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي- غربًا وشرقًا- علَّنا نجد أثرًا لما يحدث، لكن جهودنا ذهبت سدىً.. حتى تلك المنظمات الدولية والحقوقية التي صدَّعتنا بما يسمى حقوق الإنسان، وجدناها في إجازة مفتوحة، أو «مدفوعة الأجر»!

أخيرًا.. إن التجاهل الفاضح- سياسيًا وإعلاميًا- لما يحدث في «إسرائيل»، يؤكد بلا شك، ذلك الانحياز السافر لدولة الاحتلال.. ولذلك لا ننتظر من العالم المنافق أن يحرك ساكنًا، تجاه ما يحدث في فلسطين المحتلة على مدى عقود، من تعتيم ممنهج على ممارسات الكيان الصهيوني من قتل وتهجير قسري وبطش وقمع وقهر بحق الفلسطينيين!

[email protected]