رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

كان واضحًا من البداية المستوى الهابط للمنتخب الوطنى، والذى كان يرشحه للخروج من الأدوار الإقصائية، أو الحصول على البطولة ببركة دعاء الوالدين على طريقة اللى يحب النبى يزق!

وآثر المنتخب الفشل على النجاح، والسقوط على العبور، والنكسة على الانتصار وتحقيق حلم الملايين فى حصد أهم بطولة فى العالم بعد كأس العالم وكأس بطولة أوروبا وهى بطولة الأمم الإفريقية.

وبالتأكيد أن الكرة مكسب وخسارة، وغالب ومغلوب، لكن ما شاهده الجمهور على المستطيل الأخضر فى استاد من أكبر استادات العالم وهو استاد القاهرة المرعب، ليس كرة ولا مزيكا من لاعبينا، شاهدنا «نشاز» ساعدنا عن طريق الفهلوة على حصد المركز الأول فى دور المجموعات وتخلى عن المنتخب فى أول الأدوار الإقصائية، وكان الخروج المحزن والمهين.

الخروج بهذه الطريقة لا يجب أن يمر مرور الكرام، لا بد من مساءلة ومحاسبة لا تتوقف عند استقالة أعضاء مجلس اتحاد الكرة، وإقالة المدير الفنى الفاشل أجيرى، ولكن لا بد من محاكمة وإحالة جميع الفشلة إلى النائب العام بتهمة إهدار المال العام، لأن ملف الرياضة يحمل بين طياته وقائع كفيلة بتعرية العراة أصل الذين صدموا جماهير الكرة المصرية أولًا والجماهير العربية التى كانت تتوقع أن البطولة من نصيب مصر، والخطأ لا يقع على الفشلة وحدهم، ولكن يتحمله من صبر على الفشل ليستمروا فى مواقعهم، وكان يجب محاكمتهم بعد فضيحة كأس العالم فى روسيا التى حصل فيها المنتخب الوطنى على "صفر" فى ثلاث مباريات وعاد بخفى حنين.

وبعيدًا عن التهويل، فإن خروج المنتخب الوطنى بهذه الطريقة رغم أنها محزنة وصادمة، إلا أنها لا تسىء إلى مصر حتى لا يشمت طيور الظلام. فيكفى أن مصر تولت ملف هذه البطولة فى إطار من المحبة والود بين الأشقاء الأفارقة والعرب، خاصة أن البطولة واكبت رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، وكان يهمنا نجاحها أولًا، وهى تسير بنجاح والحمد لله، وكان حفل الافتتاح أسطوريًا شهد له العالم. فالبطولة مكونة من شقين نجاح التنظيم وحصلت عليه مصر بامتياز، والحصول على البطولة وأخفقنا فيه لدرجة الإحباط، والنتيجة النهائية نجاح مصر فى تنظيم بطولة بهذا المستوى الرائع الذى ظهر فى أبهى صوره، رغم أن البطولة تقام لأول مرة فى نسختها الجديدة بمشاركة 24 منتخبا، كما كانت البطولة سببًا وراء تطوير البنية التحتية للملاعب، كما كشف نجاح البطولة عن الأمن والأمان الذى تنعم به مصر ووفرته للأشقاء والجاليات التى تابعت فرقها الإفريقية والعربية.

ورغم ذلك لا بد من محاسبة الفاشلين الذين جعلوا الملايين ينامون ليلة ملؤها كوابيس وغضب بسبب فشل اللاعبين على أرض الملعب ووسط جمهورهم وفى استاد كثيرًا ما تحققت عليه بطولات فى التاريخ، هناك أزمة فى الرياضة المصرية، وكنا نتجاهلها بوضع مراهم تخفى الفشل والفساد، ورب ضارة نافعة، وقد يكون الخروج من هذه البطولة بداية لتصحيح وضع الرياضة المصرية، والبدء من أول السطر بالاعتماد على أشخاص يقدرون المسئولية، ويسعون للنجاح، ولا يحتمون بالمناصب، ويتقاتلون على الغنائم، ويتعاقدون مع مدربين فشلة والحصول منهم على سمسرة، ويختارون اللاعبين فى المنتخب حسب المزاج والأهواء.

مصر كبيرة والذى لا يسعى لرفع رأسها، فليعد إلى الصفوف الخلفية، كرة القدم أصبحت صناعة واستثمارا، وصراعا بين جماهير، وفوزا، وهزيمة، شعب مصر زحف خلف المنتخب، لأنه يعشق الفوز حتى ولو كان فى كرة القدم التى تجمع الملايين حولها. تصحيح مسار الكرة والرياضة بشكل عام لا بد أن يبدأ فورًا دون تأخير إذا كنا نرغب فى منافسات حقيقية رياضية قادمة ننافس فيها علي توصيف أفضل يليق بما وصلت إليه مصر من سمعة طيبة فى العديد من المجالات.