عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

تبددت أحلامه وتعثرت آماله تحت وقع الصفعة الموجعة التى تلقاها والتى كان من المفروض أن تمثل له عنصر افاقة توقظه من أوهامه. ولكنه مضى فى غلوائه واستمر مواليا للشيطنة حريصا على الاستمرار فى حماقاته وتطلعاته التى لا حدود لها ظنا منه بأنها ستبلغه مآربه فى استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية. واليوم يعكف الشيطان أردوغان على استمرار التحرش بالدول العربية عبر تحركاته الحمقاء وجرائمه ضد الأمة العربية التى يضمر لها الحقد ويطمح فى السطو على دولها لكى تؤول إليه وتصبح تحت سطوته. ولهذا نصب من نفسه أداة تخريب لها عبر نشر الفوضى فيها واطلاق جماعات الإرهاب صوبها لا سيما بعد أن نجح فى صنع الإرهاب وأدواته، فرأيناه داعما لتنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرها من تنظيمات إرهابية ماليا وايواء وتدريبا وتسليحا. حتى إذا اكتمل النصاب وضمن استيعاب عناصر الإرهاب للمهمة التى أنيطت بهم فتح لهم الأراضى التركية لكى تكون منطلقا لهم نحو دول الجوار خاصة سوريا والعراق.

ولكونه أحد رموز جماعة الإخوان الباغية فلقد انغمس فى نسج المؤامرات والدسائس. بيد أن الصفعة جاءته من حيث لا يدرى عندما خسر بلدية إسطنبول فى انتخابات الإعادة. صفعة كان لها الصدى فى كل أنحاء العالم. صفعة أفقدته توازنه وحجمت صورته وكانت كفيلة بأن تبشر ببداية النهاية لعصر هذا الأردوغان الواهم. لم يتعلم من الأحداث، فلقد خسر إسطنبول فى جولة الانتخابات الأولى ولم يتعظ. أقحم نفسه على المشهد بسطوة المسيطر الذى يدير الأمور وفقا لتطلعاته، فاحتج على نتائج الجولة وأجبر لجنة الانتخابات على اعادتها متهما المعارضة باللعب فيها. فرض إعادة الانتخابات على أمل أن تعود إسطنبول إلى أحضانه اعتقادا منه بأنه المالك لكل شيء على الأرض التركية. فعل كل ما أراد لترسيخ سطوته بدءا بتصفيته استقلالية جهاز القضاء، وابعاد منتقديه من الجامعات ومؤسسات الحكم مرورا باخضاع الجيش لنزواته وانتهاء بالسيطرة على وسائل الاعلام.

منى هذا الأردوغان بخسائر كبيرة حيث انتصرت المعارضة فى أنقرة العاصمة، وأزمير مدينة الميناء، وإسطنبول والتى تمثل له علامة فارقة، ففى عام 94 بدأ فيها طريقه السياسى حين انتخب لرئاسة البلدية ثم انتخب بعدها لرئاسة الوزراء وبات هو الرئيس فى 2014، وأخذته العزة بالاسم فعكف على احداث تغيير فى الدستور التركى ليحصل على منحه صلاحيات غير مسبوقة ومن بينها ضمان توليه لمنصبه الرئاسى حتى عام 2029. لقد تملكته شهوة السلطة وأراد الاستفراد بها لكى يكون هو الحاكم الأوحد. وما لبث أن اغتيلت أحلامه عندما تردى الوضع الاقتصادى وتجلت هزيمته من خلال سياسته الخارجية الفاشلة، وزادت نبرة عدم الرضا على أدائه وحلت الهزيمة برجاله فى الانتخابات البلدية عبر صناديق الاقتراع وفتح الباب بذلك أمام المعارضة التى فازت باسطنبول لتكون الجولة الأولى التى ستعقبها جولات أخرى ترجيحية تطيح بهذا الأردوغان الشره الذى مارس الافتئات على الجميع ليستمر صولجان السلطة فى عهدته وفى قبضة يده، وغاب عنه أن دوام الحال من المحال وأن أحلام الشيطان مآلها إلى الزوال.....