رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لا ينكر أحد أن الجامعات فى مصر قد قامت بدور رائع فى بناء الذات القومية، وتكوين اللبنات الأهم فى تشكيل الهوية الثقافية للإنسان المصرى، وتنمية الوعى السياسى والأخلاقى والقيمى لديه، وإعلاء مشاعر الانتماء العليا للوطن فى مراحل معينة فى تاريخ مصر.

انطلاقاً من ذلك التفهم لماهية الجامعة ودورها كان لموقع الجامعة «المكان الجغرافى» منذ بداية النشأة تلك الهالة من الاحترام والتبجيل فى نفوس المنتمين إليها حتى أصبحنا نطلق علىه مصطلح «الحرم الجامعى» تشبهاً بمواقع العبادة فى إشارة لأهمية الحفاظ عليها من غارات الفساد والمفسدين.

إن المجتمع الجامعى، وبعد مرور قرن من الزمان على إنشاء الجامعة الأم، بات من المفروض تراكم مجموعة رائعة من القيم الإيجابية الرئيسية لديه لعل من أهمها: الحفاظ على المسئولية الأخلاقية للأستاذ الجامعى، والدفع نحو اتساع مساحة الحرية الأكاديمية والبحثية والمنهجية وإعلاء مبادئ العلم، وإعمال الفكر الحر، والمعرفة والممارسة الديمقراطية، ونقل الخبرات والبحث عن القدوة والمثل الطيب.

من بين القصص الطريفة التى يحفل بها تاريخنا العربى، هو ما حدث والتاريخ العربى يحدثنا عن قصة طريفة وقعت للسيدة «زبيدة» زوجة هارون الرشيد وابنة عمه، وذلك عندما كانت تطل من نافذة فى قصرها فى مدينة «الرقة» على نهر الفرات، فقد وجدت حشداً كبيراً من الناس يتجمعون على شاطئ النهر، فسألت فى دهشة عن سبب هذا التجمع الكبير، فقيل لها إن الناس اجتمعوا للترحيب بأحد كبار العلماء الذى وفد إلى مدينة «الرقة» على ظهر سفينة حملته من بغداد، فقالت «زبيدة»: هذا هو العز.. لا عزنا.. تساق إليه الناس بالسياط.

وما أجمل ما قالته «زبيدة» وما أصدقه، فعز العلماء قائم على اختيار الناس ومحبتهم وإقبالهم الذى ليس فيه فرض ولا إرغام، وهذا هو «العز» الحقيقى لأنه نابع من القلوب المتحررة من كل الضغوط، أما عز السلطة والجاه والسياسة والنفوذ فهو «عز» تساق إليه الناس بالسياط، كما تقول السيدة «زبيدة» وهى فى قولها على حق، فهو «العز» الذى يتحقق بمحبة الناس وعواطفهم الاختيارية الصادقة. هو«العز» الكريم الذى تحقق للعالم العربى القديم عندما سعى إليه الناس واحتشدوا لاستقباله فى مدينة «الرقة» عاصمة الرشيد الصيفية على نهر الفرات.

 

[email protected] com