عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

 

 

نقل أحد المواقع المعادية للإسلام مقطعاً من محاضرة لواحد ممن ابتلى بهم الإسلام.. يقول: حاول مسلم إقناع يهودى بدخول الإسلام.. فلما رفض اليهودى لأنه يحب الخمر.. قال له الخمر حلال فى الإسلام.. فلما أسلم.. قال صاحبه أصبحت مسلماً إن شربت الخمر أقمت عليك الحد.. قال اخرج.. قال إذا نقتلك..! واتبع «الداعية» أكذوبته السخيفة بضحكة سمجة لا معنى لها.. إلا أنه لا يدرى ما قال ولما قاله.. كما كان لا يدرى أن أعداء الإسلام سينقلون غثاءه تحت عنوان «هكذا يكذب المسلمون فى دينهم».

وفى واقعة أخرى، ألقت السلطات الأسترالية القبض على عربى لإحداثه إصابات بالغة فى صديقه الأسترالى بسلك كهرباء.. وعند سؤاله عن جريمته، قال: أدخلته الإسلام بالأمس.. وعند زيارته فى اليوم التالى وجدته ثملاً.. فأقمت عليه الحد!

هكذا يفهم هؤلاء دين الله وينفّرون منه خلقه.. ويريدون فرض فهمهم الكسيح على الإسلام والمسلمين!

أما فى المذهب الأول.. فقد جاء كتاب الله بتحريم الخمر تدريجياً على ثلاث مراحل.. «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ» ثم «لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى» وأخيراً «إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ».. صار الخمر محرماً قطعياً.. لكن لم يرد حد لشارب الخمر فى كتاب الله كباقى الحدود.. أما عقاب شارب الخمر زمن رسول الله فلم يخرج عن ضربه.. بالأيدى والنعال وأطراف الثياب والجريد.. لم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم حداً معيناً لشارب الخمر.. ويروى «البخاري» عن أبى هريرة رضى الله عنه قوله: أُتى النبى برجل قد شرب، قال (اضربوه) فمنا الضارب بيده والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف، قال بعض القوم: أخزاك الله، قال (لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان).

وبعد رحيل رسول الله واتساع الفتوحات.. تشاور الصحابة فيما بينهم عن عقاب شارب الخمر.. «ولو كان حدا ما تشاوروا».. فتراوح العقاب بين 40 و80 جلدة.. ووصف «الإمام الشافعي» الأربعين الزيادة التى سنها عمر بالتعذير.. ورغم ذلك ينقل البخارى ومسلم عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قوله: «ما كنت لأقيم حداً على أحد فيموت، فأجد فى نفسي، إلا صاحب الخمر، فإنه لو مات وديته، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسنَّه».

والخلاصة، إنه لو تجاوزنا الآراء والمذاهب وعدنا إلى المذهب الأول.. سنجد فى كتاب الله التدرج فى تحريم الخمر لمن دخل الإسلام حديثاً وكان مدمناً له.. وهو التدرج الذى حال دون فهمه أو الاستفادة منه القول بنسخ الآيات.. وفى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم العقاب تعذيراً.. وهو من شأن الحاكم وتقديره وحده.. وليس كل من هب ودب.. ولكفانا الله وكفى الإسلام سوء الفهم والإساءة لدينه.

[email protected]