رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

 

 

غادرت سيارة الأجرة الصغيرة، سارت فى هرولة مسرعة فى طريقها إلى منزلها بهذا الحى الهادئ جدا الذى لا يجتازه راكب ولا سيارة الا نادرا منذ السابعة مساء، حين تصادف تواجد أحد سكان الفيلات بالحى فى شرفة منزله، شاهد الساكن رجلا «عتل» لا يبدو عليه أنه من سكان المنطقة أصلا انشقت عنه الأرض فجأة، تلفت «العتل» بوجهه الضخم قاسى الملامح، وحين تأكد من خلو الشارع الا منها، هرول خلفها مستهدفا أحد السوءين، اما التحرش بها، أو اختطاف حقيبة يدها، شعرت بخطواته خلفها، هبط ساكن الفيلا مسرعا لإنقاذ الموقف، هتف صائحا بالرجل العتل، «كابتن.. يا كابتن» ما إن سمعه الرجل الا وولى الأدبار مختفيا بين حدائق مساكن الشباب المقابلة للفيلات، فيما أدركت الفتاة الشابة ان العناية الإلهية أنقذتها من حادث ما محقق، سار ساكن الفيلا عن بعد خلفها، حتى وصلت إلى بيتها، ونظرت اليه عن بعد تشكره بإشارة من يدها، فتنفس هو بارتياح وقفل عائدا لبيته.

توازى هذا مع محاولة اختطاف ابنة صديقتى المراهقة من قبل سائق ميكروباص، حيث تصدت له برش وجهه بـ«إسبراى» شعر كانت أمها تزودها به كسلاح لمواجهة أى طارئ شر خارج البيت، وألقت «البنوتة» بنفسها من السيارة وأنقذها الله من مصير والعياذ بالله ربنا ينقذ كل ولايانا منه، وحرر والدها محضرا فى قسم الشرطة، ولم يتم الاستدلال على السائق، حوادث متكررة ومتشابهة فى الشيخ زايد.

انها مشاهد حقيقية، حدثت بأحياء بالشيخ زايد، وغيرها الكثير، حيث لا نقطة شرطة باستثناء قسم شرطة زايد، ولا حتى سيارة شرطة تجوب الشوارع لتطمئن على الأمن وأمان المواطنين من السكان، الأحياء هادئة، والفيلات محل لطمع اللصوص، بين يوم واخر تسمع صرخات الاهالى «حرامى.. حرامى» ويعلم النائمون أن لصا كان يحاول اقتحام فيلا او شقة، أو آخر كان يحاول كسر زجاج سيارة أو «تطفيش» قفلها لسرقتها، وتم ضبطه فى الوقت المناسب من سكان أيقظهم الله قبيل الفجر أو بعده، لأنه سبحانه لم يرد الخسارة او الصدمة لأصحاب هذه الممتلكات.

الوقاية الأمنية خير من العلاج، سكان الأحياء فى الشيخ زايد يشعرون بالغيرة من حى الياسمين، الذى توجد على بوابتين منه سيارتا شرطة فى حراسة امنية متواصلة، لعل إحدى الشخصيات الهامة تسكن فى فيلات الياسمين - مع احترمى لكل الشخصيات الهامة - لكن أيضا كل مواطن مصرى روحه وممتلكاته هامة ويجب تأمينها، لا أقول سيارة امن تقف فى كل حى، بل على الأقل نشر أكثر من نقطة شرطة، خاصة ان الشيخ زايد واسعة، واحياءها مترامية الأطراف، وهادئة، وشوارعها مخيفة بعد غروب الشمس «يقتل القتيل» ولن يشعر به أحد، وتزداد الخطورة مع انتشار عمالة وافدة من قرى ونجوع بعيدة، تتراص على الأرصفة طيلة النهار بلا عمل فى انتظار أى أمر شغل من مقاول او صاحب بناية، وبجانبهم «شواكيش ومطارق» وغيرها من آليات حديد تصلح كأسلحة للقتل، ولا اشكك فى كل هؤلاء، ولكن من بينهم الخطير النازح الجائع واللى «بايع دنيته» مقابل لقمة عيش.

احياء الشيخ زايد تحتاج إلى تأمين، والى تواجد شرطى حقيقى لحماية المواطنين والأملاك، ويكفى ما حدث لتلك السيدة المسنة فى عز الظهر هى وابنتها، حين رصدها ثلاثة شبان عقب خروجها من البنك، وقبل دخولها فيلتها، حاصروهما، واستولوا من الأم على نصف مليون جنيه، كانت قد سحبتها لتوها من البنك، ولم يستمع أحد لصرخات الأم واستغاثة الابنة، وهرب اللصوص بغنيمتهم، ولم تعد الأموال أو يستدل على الجناة للآن، هذا بعض من كل...

قبل ان تنتشر الجريمة فى الشيخ زايد، نرجو انتشارا امنيا، وسيارات شرطة تجوب الشوارع ليلا ليشعر السكان بالأمن والأمان، ليس من المعقول ان تخصص الحماية لشخصيات هامة، ويترك باقى السكان الذين يقتربون من نصف مليون نسمة تحت قسم شرطة واحد او حتى اثنين، فيما الشوارع والأحياء ساحات مباحة لكل من تسول له نفسه ارتكاب أى نوع من الجريمة.. وللحديث بقية

 

[email protected]