هموم وطن
زمان ساعة ما كان الفراش يجيب النتيجة لزملائنا كان يروح الأول للأب أو الأم أو العم ويشوف مين فيهم اللى مبسوط واللى ها يقبضه الربع جنيه ولا النص جنيه أو اللحلوح أقصد الجنيه ويبشروهم على الملأ وأمام الجميع مبروك الواد درجاته ذى الرز كناية عن تفوقه وكان الفراش يقول لأقارب المتفوقين ان ابن فلان اللى ابنهم درجاته مش ولا بد ويا دوب ع الحروكروك قبضونى ٣ جنيه. يعنى كان ها يجيب ملحق إنما ما شاء الله درجات ابنكم ذى الرز... أنا عاوز خمسة جنيه.
.. والملاحق بتاع أولى ثانوى اليومين دول برضة ذى الرز وعليه العوض فى زمن الفراشين والوقت الولد بيدخل على السيستم يلاقى الملاحق نازلة ترف ايشى خمس ملاحق وسبع ملاحق والعيال شيلوا أهاليهم الغم والهم وحطوا رؤوسهم فى التراب والواد عشان يطلع من المطب بتاع السبع ملاحق دى يقول لأبوه عارف الواد ابن فلان.. وعارف برضة ابن فلان والبنت بنت فلانة.. يقولوا ما لهم دول يا بنى.. يقولوا كل دول أشطر منى وبرضة جابوا ملاحق.. هو أنا يعنى أحسن من دول.. يقوم أبوه يقولوا ولايهمك يابنى.. طب وبعدين ناوى على إيه؟
وده بينى وبينكم مربط الفرس وهو ده موضوع المقال.
وبعدين هنعمل إيه فى المصيبة اللى حطت فوق رؤوس الجميع دى.. اللى اختشوا ماتوا.. أقصد بتوع الثانوية العامة بقى موضوعهم بسيط بالنسبة للولاد بتوع التابلت دول... أنا واثق أن كل بيت فى مصر عنده عيل نجح فى الإعدادية بمجموع كبير أقصد درجاته زى الرز بيبقى عايش فى نكد لأنه مش معقول ها يدخله حاجة أقل من ثانوى عام.. أما ولاد المحظوظين اللى درجاتهم مش ولا بد وها يدخلوا صنايع أو تجارة يا فرحة أهاليهم بيهم ولسان حالهم بيقول.. بركة يا جامع. لا ثانوى ولا تابلت ولا سيستم ولا وجع دماغ.
المصيبة بقى اليومين دول فى الولاد بتوع أولى ثانوى.. سواء اللى نجحوا واللى لا مؤخذة ملحقوا.. يعنى اللى نجحوا بيغنوا أغنية عبدالحليم حافظ اللى بتقول.. تانى تانى تانى.. راجعين للهم تانى.. واللاب والكتاب.. من تااااااااانيى.. أما بتوع الرز قصدى بتوع الملاحق بيقولوا.. أول القصيدة كفر (قصدى ملاحق ورسوب).. يبقى هانكمل إزاى ونطلع تانية وتالتة فى الهم ده.. أما يكون الوزير نفسه مش عارف هوو الوزارة هايعملوا إيه يبقى احنا اللى ها نعرف ها نعمل ايه.. أنا شخصياً كنت فى مدرسة تعليم فنى ولقيت نص المتقدمين تغيير مسار من ثانوى للتعليم الفنى.. صعبت على واحدة ست جاية تقدم لابنها فى مدرسة تلمذة صناعية وهو ناجح بتفوق فى مدرسة تجريبية وكمان المدرسة دى مصروفاتها ١٢ ألف جنيه فى السنة.. صبرنا يا رب.. يعنى مش تبع التربية والتعليم واللى بتشرف ع المدرسة وزارة الصناعة ونسينا أحلام الطب والهندسة بعد ما ذقنا المرار فى التجريبى من الكى جى لحد الإعدادية ولغات ومصروفات ودروس خصوصية وفى الآخر هاندفع حوالى ٤٠ ألف جنيه عشان الولد ياخد دبلوم ومش من التربية والتعليم كمان.
.. ما هو لو الحكومة عاوزة تعليم فنى ما تشجع وتوفر كل الإمكانيات ولو عاوزة ثانوى وجامعات تلبس طارق شوقى البيجامة وتقعدوا فى البيت ويا دار ما دخلك تابلت ونشوف حل للدفعة الهباب دى.
.. يا ريت أكون عرفت أوصف حال آلاف الأسر المصرية اليومين دول وياريت تفتحوا الملف ده فى مجلس النواب ونعمل حوار مجتمعى فى الإعلام والصحافة والشوارع ونعتبر موضوع الملاحق اللى ذى الرز ده.. ذى موضوع عدم زراعة الرز وأهو كله رز.