رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خط أحمر

منذ متى كانت تركيا معنية بأمر ليبيا؟!.. فليس بين الدولتين حدود مباشرة مثلاً، بحيث يكون التواجد التركى فوق الأراضى الليبية له ما يبرره.. بل على العكس.. يفصل بينهما البحر المتوسط بطوله وعرضه، ولذلك، يصبح السؤال عن سبب تهافت الأتراك على الشواطئ الليبية بالتالى سؤالاً مشروعاً تماماً!

وعندما أعلن المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطنى الليبي، الحرب هذا الأسبوع على الوجود التركى فوق أرض بلاده، كان على حق لا يجب أن يجادل فيه أحد، لكن الرد التركى على ما أعلنه المشير حفتر، كان رداً عصبياً بقدر ما كان كاشفاً!

كان كاشفاً عن أن أى وجود من جانب حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان، على أرض ليبيا، هو وجود محاط بألف علامة استفهام، وهو وجود لا يجب أن يكون، وهو وجود فى غير مكانه، وهو وجود يضر ليس فقط بالليبيين وحياتهم ومستقبلهم، ولكنه يضر بالدرجة نفسها بأمن دول الجوار مع ليبيا، وخصوصاً الدول العربية الجارة الثلاث: مصر، وتونس، والجزائر!

هو وجود ربما يكون فى جزء منه، مجرد رغبة من اردوغان فى التغطية على أزماته الداخلية، ابتداء من تدهور وضع الليرة التركية، ومروراً بارتفاع معدل البطالة، وتصاعد نسبة التضخم، وانتهاءً بهزيمته وهزيمة حزب العدالة والتنمية الذى يترأسه، أمام مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو على منصب العمدية فى اسطنبول!

وعندما تواجه الحكومات هزائم من وزن الهزيمة التى لقيها حزب اردوغان فى انتخابات بلدية اسطنبول مؤخراً، فإنها تلجأ فى الغالب إلى خوض المغامرات الخارجية لشغل المواطنين عن الإحساس بحجم الهزيمة فى الداخل، وصرفهم عن التفكير فى محاسبة المسئول عن الهزيمة!

وقد كانت هزيمة حزب العدالة والتنمية فى عدد من المدن الكبرى، مزعجة الى حد أن اردوغان عجز عن استيعابها، وبالذات هزيمته فى اسطنبول التى لا تزال المدينة الأهم سياسياً فى البلاد، والأكبر اقتصادياً فى ذات الوقت، ولأنه عجز عن استيعاب هزيمته فيها، فإنه لم يصدقها، وراح يدعو إلى إعادة الإنتخابات بين مرشح حزبه وبين مرشح المعارضة!

وحين استجابت لجنة الانتخابات لضغوطه وقررت الدعوة لإعادة الانتخابات فى المدينة، تحولت الصفعة التى تلقاها فى انتخابات الجولة الأولى الى صفعتين، وكان فوز مرشح المعارضة للمرة الثانية مؤشراً على أن رئيس البلاد فى وضع سياسى حرج، وأن حزبه الذى كان هو الجوكر فى كل انتخابات سابقة لم يعد كذلك، وأن شمس الحزب التى أشرقت على تركيا ذات يوم قد استدارت نحو الغروب!

ولا يزال اردوغان لا يصدق.. ومن علامات عدم تصديقه أن يذهب ليشاكس الجيش الوطنى الليبي، وهى مشاكسة لن تصب فى صالحه فى آخر المطاف.. إنه يهرب سياسياً إلى ليبيا.. ولكنه لن يستطيع الهرب من مصير ينتظره فى بلده وعلى أيدى ناخبيه!