رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

اليوم نبدأ سنة سابعة ثورة، ولا ننسى أن ثورة 30 يونية قامت لتصحيح مسار الدولة نحو الديمقراطية، وتكون مصر لكل المصريين وليس حكراً لطائفة.. حاولت جماعة الإخوان تحدى إرادة الشعب لاستعادة وهم الشرعية، وتحطمت كل محاولاتهم أمام هدير الملايين «يسقط.. يسقط حكم المرشد».

وقد كان هذا السقوط المريع للإخوان يوم 3 يوليو الذى يوافق بعد غد.. بعد انتهاء الاجتماع الذى دعت إليه القوات المسلحة، القوى السياسية، وأمام إصرار مرسى على عدم قبول خارطة طريق مستقبلى، ألقى المشير عبدالفتاح السيسى كلمة جاء فيها: شعب مصر العظيم، إن القوات المسلحة لم يكن فى مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب التى استدعت دورها الوطنى وليس دورها السياسى، على أن القوات المسلحة كانت هى نفسها أول من أعلنت ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسى.

ولقد استشعرت القوات المسلحة - انطلاقاً من رؤيتها الثاقبة - أن الشعب الذى يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته.. وتلك هى الرسالة التى تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها، وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها، واقتربت من المشهد السياسى آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسئولية والأمانة.

ولقد كان الأمل معقوداً على وفاق وطنى يضع خارطة مستقبل، ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورجاءه، إلا أن خطاب السيد الرئيس «مرسى» جاء بما لا يلبى ويتوافق مع مطالب جموع الشعب.. الأمر الذى استوجب من القوات المسلحة استناداً إلى مسئوليتها الوطنية والتاريخية، التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب، حيث اتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تحقق بناء مجتمع مصرى قوى ومتماسك لا يقصى أحداً من أبنائه وتياراته.

وجاءت قرارات خارطة المستقبل التى أعلنها السيسى فى خطابه كالآتى: تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، يؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة، إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد، تشكيل حكومة كفاءات وطنية  قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية، تشكيل لجنة تضم كل الأطياف والخبراء لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور، وضع ميثاق شرف إعلامى يكفل حرية الإعلام، ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء مصلحة الوطن.

وبعد كلمة السيسى مباشرة، احتفل المصريون فى الميادين، وعمت الأفراح فى الشوارع بعد سقوط حكم الإخوان، وبدء مرحلة جديدة أنهت مساعى هذه الجماعة  للسيطرة على جميع مفاصل الدولة.

لقد أعادت ثورة يونية صياغة المشهد السياسى من جديد، وأرجعت الثقة لجيل الشباب الذى أصبح يشارك فى البناء السياسى للدولة، وانطلقت طاقات المصريين فى ميادين البناء والتنمية، وأصبحت مصر يشار إليها بالبنان كمركز للاستقرار والأمن والسلام.

حفظ الله مصر، وحفظ شعبها ورئيسها وقواتها المسلحة وشرطتها، وكل عام والجميع بخير.