رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

تبنى ترامب سلوكاً فوضوياً، وظهر هذا بجلاء من خلال مواقفه فى التعامل مع إيران.

وجاءت توجهاته الهلامية لتؤكد قصور تفكيره وحماقة قراراته.

هدد بتوجيه ضربات عسكرية ثم عاد وتراجع وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية. ثم لم يلبث أن طرح رغبته فى النزوع إلى المفاوضات وغاب عنه أن العقوبات من شأنها أن تغلق قنوات الحوار.

وهكذا زادت تحركاته العشوائية من حدة الأزمة، وجاءت لتصب الزيت على النار فى منطقة نفطية لا تحتمل المزيد من الشرر.

ومن ثم أكدت زلاته تخبطه وباتت تهدد بتداعيات وعواقب وخيمة.

لقد ظهر ترامب متخبطاً فاقداً للرؤية.

كان يمكنه لو أراد السلامة إنهاء التوتر المتصاعد بين بلاده وإيران وذلك عبر اتخاذ قرارات تجنب المنطقة إشعال حرب جديدة. حرب ستكون مكلفة وستعرض حياة الجنود الأمريكيين فى منطقة الخليج للخطر، بل ستؤثر هذه الحرب على الاقتصاد العالمى من خلال خنق حركة السفن فى مضيق هرمز، وما قد ينجم عن هذا من تبعات يتصدرها ارتفاع أسعار النفط.

لقد بدا ترامب عاجزاً عن اتخاذ موقف عقلانى حكيم أمام «جون بولتون» مستشار الأمن القومى، «مايك بومبيو» وزير الخارجية، وبالتالى لم يستطع اتخاذ قرار حكيم يبعده عن حملات التصعيد والتهديد التى ما زال يلوح بها فى وجه إيران، ولهذا بات يتعين على ترامب اليوم إبعاد جون بولتون بعد مواقفه العدوانية المتطرفة والتى سبق وأن تبناها فى الغزو الأمريكى للعراق عام 2003، حيث كان أكبر مؤيد للتدخل والغزو وإشعال الحروب، وعليه لو أنصف ترامب وأراد إصلاح المسار لاغتنم الفرصة وعمل على خفض التوتر من أجل نزع فتيل الأزمة ولمنع انجراف الوضع إلى ما لا تحمد عقباه.

لو أنصف ترامب لأخمد جذوة النار منعاً لإشعال حرب فى المنطقة. وأول ما يجب عليه فعله هو إزاحة بولتون، وبومبيو، فكلاهما خرج على السيطرة واعتنقا الشر والتحريض على إشعال المواقف وإضرام النار، ولهذا تجرى اليوم محاولات جديدة من قبلهما لضرب إيران تكراراً للسيناريو العسكرى الذى جرى فى العراق.

يتعين على ترامب أن يطمئن الكونجرس بأنه لن يجازف بشن حرب على إيران، وأن يسعى فى المقابل لطرح مبدأ التفاوض مع طهران واتخاذ الإجراءات الكفيلة بدفعها للانخراط فيها. وهذا بالطبع لن يكون ممكنا إلا إذا أوقف ترامب سلسلة العقوبات الاقتصادية التى فرضها ويستمر فى فرضها على طهران والتى استهدفت القطاع النفطى الذى تعتمد عليه البلاد، فلا يمكن لأى دولة القبول بالدخول فى حوار مع من يمعن فى فرض المزيد من العقوبات على شعبها.

كما يتعين على ترامب اصلاح الخلل الذى نجم عن انسحابه العام الماضى من الاتفاق النووى، وهو الاتفاق الذى أبرم بين إيران ومجموعة 5 + 1 فى عام 2015، لا سيما وأن قرار الانسحاب من الاتفاق النووى وإعادة فرض المزيد من العقوبات على الجمهورية الإسلامية كان قراراً أحمق، وبالتالى ليت من اتخذه أن يعمل جاهداً لإصلاح ما أفسده بتهوره وسلوكه الفوضوى.

ليت ترامب يعتنق الحكمة لتكون الطريق نحو إخماد جذوة الحرائق التى أشعلها، وتكون السبيل لإنقاذ المنطقة من التداعيات والعواقب الكارثية.