رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد مرور ست سنوات على ثورة الثلاثين من يونيو، حزيران، فى مصر دعونا نتساءل عن الأسباب الموضوعية التى أدت إلى فشل جماعة الإخوان فى حكم مصر؟

من خلال مسح سريع للدراسات والبحوث والآراء والشهادات التى تناولت هذا الموضوع منذ السقوط الأخير لهم حتى الآن نجد أن هناك اتفاقاً بين كل المقاربات على أن هذه الجماعة لم تكن مؤهلة لتولى السلطة السياسية وشهد على هذا كتاب صدر عام 2016 للكاتب الأمريكى «إريك تراجير» بعنوان السقوط العربى كيف فازت جماعة الإخوان بحكم مصر وخسرته فى 891 يوماً؟ أوضح فيه أن سبب السقوط يرجع إلى أن الفوضى عقيدة قطبية راسخة فى فكر الإخوان وأيضاً صدر لى كتاب عام 2015 بعنوان اللحظات الحاسمة ركزت فيه على السقوط الإعلامى للإخوان وخلصت إلى أنهم عندما تولوا زمام حكم دولة مؤسساتية مثل مصر حدث تناقض بين مبادئهم التنظيمية والحفاظ على استقرار دولاب الحكم فى دولة عمرها أكثر من سبعة آلاف عام إذن كانت المهمة ثقيلة والمسئولية أكبر من قدرات رجل مثل محمد مرسى جاء إلى الحكم بطريق الصدفة بديلاً للمهندس خيرت الشاطر بعد أن اصطدم هذا الأخير بعثرات قانونية منعته من ترشيح نفسه رئيساً للجمهورية فوقع اختيار مكتب الإرشاد على مرسى واستند هذا الاختيار إلى أن طبيعة تكوين شخصيته تجعله لا يفكر يوماً فى التمرد أو الانفراد بالقرار ولكن هذا الاختيار الغريب كان أحد الأسباب التى أسقطت حكم الإخوان حيث لم يكن لدى مرسى خبره مسبقة بمهام الرجل الأول فى الدولة ما جعله يبدو مهزوزاً وغير قادر على ملء مساحة هذا المنصب الرفيع خاصة فى أيامه الأولى وفى الوقت نفسه كان محاطاً ببطانة جميعها من مكتب الإرشاد ما جعل الكتاب والمراقبين يطلقون على حقبة حكم الإخوان لمصر بفترة «حكم المرشد» نسبة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان وهو د. محمد بديع الذى كان ينظر إلى محمد مرسى على أنه تابع وليس متبوعاً والواقع أن هذه البطانة كانت تقوم بدور مراقبة مرسى عن قرب ومنعه من اتخاذ أى قرار -يفرضه موقعه- يتعارض مع سياسات الجماعة ما يعنى انه كانت هناك أزمة ثقة بين مكتب الإرشاد وقدرات مرسى وتعد هذه مشكلة نفسية يواجهها كل من ينتمى تنظيميا لجماعة الإخوان ويمكن تلخيصها فى أنهم لا يثقون فى بعضهم البعض وفى الوقت نفسه ينظرون جميعهم لغيرهم على أنهم «خونة» ما جعل حكم الإخوان يقوم على الشك فى كل من عداهم والحقد والضغينة وعدم الثقة داخل دوائرهم.